الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاة أعجبت بها ولكن أهلها رفضوني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيوخنا الأفاضل.

أرجو منكم نصيحتكم وتوجيهكم، لقد رأيت فتاة تتدرب في مركز طبي، فأُعجبت بها وأحببتها من أول نظرة، رأيتها ثلاث مرات تقريبًا أثناء مرافقتي لوالدتي للعلاج، لم أتحدث معها أو أقترب منها، ولم أزعجها؛ لأن أخلاقي وتربيتي وديني لا يسمحون بذلك.

أخبرت والدتي عنها، وسألتُ عنها، ثم حصلتُ على رقم والدتها، وطلبت من والدتي أن تذهب للتعرف إلى أهلها، وبالفعل، ذهبت وتعرفت إليهم، وشكرتهم وشكرت والدتها كثيرًا، وطلبت يد ابنتهم للزواج، لكنهم رفضوا، بحجة أن الفتاة لا تزال صغيرة، فقد أنهت المرحلة الثانوية، وتريد أن تدرس في الجامعة، ولا تفكر في الزواج حاليًا، كما أشاروا إلى وجود فارق في السن بيننا، رغم أننا نحن الاثنين في سن مناسب للزواج.

أنا لم أستطع تجاوز مشاعري تجاهها، وأرغب في أن تكون زوجتي، فكيف أتصرف؟ وكيف يمكنني إقناعها وإقناع أهلها؟ وما هي الأمور التي يمكنني طرحها عليهم لتقريب وجهات النظر؟

علمًا أنني من أسرة محترمة جدًا، وصاحب خلق، ومتعلم جامعي، وموظف، ووضعي الاجتماعي والأخلاقي ممتاز، كما أنني وسيم.

أرجو منكم مساعدتي ونصحي، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: نشكر لك ثقتك بنا في إسلام ويب، ونحمد الله على ديانتك وصلاحك، زادك الله خيرًا وصلاحًا وإيمانًا.

‏أولاً: قبل كل شيء لا بد أن تعلم أيها الشاب الكريم أن المعيار الحقيقي لاختيار الزوجة هو الدين والخلق، كما ورد في الحديث النبوي الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه أبو داود.

‏فإذا توفر الدين والخلق -ولا مانع من اجتماع الصفات كلها الواردة في الحديث المشار إليه، ولا سيما الدين والخلق-؛ فإن ذلك يكون سببًا للحياة السعيدة المستقرة، فهذا الأمر لا بد من بيانه؛ لأنه في غاية الأهمية حتى لا تندم مستقبلاً، وأني لك ناصح، ومحب لك الخير كأحد أبنائي.

‏ثانيًا: هذه المشكلة الواردة عليك، وهي رفض البنت وأسرتها لفكرة الزواج، هم لم يرفضوك لشخصك، وإنما يرفضون فكرة الزواج من أصلها، وبالتالي سأعطيك بعض التوجيهات لعل وعسى أن تستقيم أمورك -إن شاء الله تعالى-، وهي كالآتي:

١- حاول البحث عن شخص موثوق لهذه الأسرة، فيقوم بإقناعهم بحكمة فيما يتعلق بموضوع زواجك من ابنتهم.

٢- لا بأس من تكرار زيارة والدتك الكريمة، وعرض الموضوع مرة أخرى على الأسرة، وخاصة أم البنت، وفي هذه المرة يكون إقناع هذه الأسرة بمسألة الخطبة فقط، والخطبة معروفة بأنها وعد بالزواج، ثم إخبارهم بأن البنت ستكمل دراستها، بل بالإمكان أن تتعهد أنت وأمك الكريمة أن البنت ستواصل دراستها، بل أظهر لهم إنك مستعد أن تعينها على دراستها، مع الالتزامات المالية للجامعة فورًا عند عقد الزواج -إن شاء الله تعالى-، مع الحفاظ على هذا العهد.

٣- في حالة الرفض وعدم إقناعهم بموضوع الزواج؛ فأنصحك بالبحث عن فتاة أخرى، والنساء كثير، ولا تدري ما المكتوب عند الله تعالى، فكل شيء بقدر، كما قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) القمر:49، وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال قال رسول الله -صلى الله وسلم-: (إن الله تعالى قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) رواه مسلم، أهم شيء الرضا بما قسم الله تعالى لعبده المؤمن، ووكل أمرك إلى الله تعالى.

٤- اللجوء إلى الله تعالى والدعاء بأن يوفقك الله في هذا الزواج، مع صلاة الاستخارة، فإن الإنسان منا لا يعلم أين تكون مصلحته وسعادته، فنحن في هذه الدنيا ننظر فقط إلى ظواهر الأمور، وليكن عندك يقين أن الله تعالى لا يختار لعبده المؤمن إلا الخير.

ختامًا: أسأل الله تعالى أن يختار لك الخير العميم، وأن يرزقك المرأة الصالحة التي تجد فيها الصفات المطلوبة في نفسك، اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً