الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي قررت ترك الحجاب بعد التزامها به، فكيف أتصرف معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أب مغترب منذ 9 سنوات في بلد خليجي؛ وبسبب صعوبة تحمل تكاليف مدارس اللغات في الخارج، وابنتي ختمت المصحف في سن العاشرة، أدخلتها مدرسة إسلامية لتعلم اللغات حتى نهاية المرحلة الثانوية، وهي متفوقة وتحب المذاكرة، وبقية أطفالي تربوا على عدم متابعة التلفاز، وزوجتي لا تعمل.

علاقة زوجتي مع البنت علاقة وطيدة، بخلاف علاقتي بها فهي عادية، وهي تتجنب الحوار معي بأي شكل من الأشكال؛ لأني طلبت منها الالتزام بالحجاب مثل أخواتها بالصف الثاني الثانوي، ونقلت الطلب لها عبر والدتها، في البداية ترددت قليلًا ثم التزمت بالحجاب. تحجبت بعد أن هددتها بعدم دفع مصاريف الدراسة.

بعد توفيق الله حصلت ابنتي على منحة كاملة للدراسة، في جامعة أجنبية ببلد خليجي آخر، لم أرغب في سفرها، لكن والدتها أصرت على ذلك، مؤكدة أن البنت لن توافق على شيء غير الذهاب للمنحة، خاصة وأن أختها الكبرى التي تكبرها بعامين حصلت على نفس المنحة وتميزت بها، وكذلك ابنتي حينما ذهبت تميزت، ونالت العديد من الجوائز خلال فترة الدراسة.

في السنة الأخيرة فاتحت البنت والدتها برغبتها في خلع الحجاب؛ لأنها التزمت به رغمًا عنها، حاولت زوجتي بشتى الطرق معها، لكن لا جدوى، وطلبت والدتها مني الالتزام بالهدوء وأن لا أتحدث معها، ونسعى إلى استمالتها.

علمًا أن هيئة البنت تظهرها أصغر من سنها، فهي الآن بعمر 23 سنة، وتبدو كأنها ابنة 14 سنة، وبعد أن خلعت حجابها لم تهتم بالتزين، وكل اهتمامها منصب على المذاكرة، فهي تذهب بشعر منكوش غير مهذب، وقامت زوجتي بتعليمها كيفية تهذيب شعرها، فتدخلت وقلت: إنك بذلك تزينين الباطل لها، ونشب بيننا شجار، وتلاسن كبير، فما رأيكم؟ وكيف نتصرف؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يهدي ابنتك، وأن يصلحها، وأن يحفظ عليها دينها، وأن يردها إلى الحق ردًا جميلاً.
أخي الكريم: هناك حلقة مفقودة في التربية، ليس الآن مجال الحديث فيها، فقد فات وقتها، لكن دعنا الان نتحدث عن طريقة الخروج الآمن من هذه المشكلة، ونسأل الله أن يكون التوفيق فيها:

1- الخلاف مع الزوجة ينبغي أن يكون في إطار التخاطب الشخصي بينكما فقط، ويجب الاتفاق على التعامل معها بحيث تكونان جبهة واحدة أمامها، ونحن مع الوالدة في التعامل الهادئ، معها دون الموافقة على فعلها.
2- إيقاظ المحبة المغيبة عند الفتاة، فسلطان المحبة في التعامل معها هو الوسيلة الوحيدة الصحيحة في عودتها سالمة.
3- عدم موافقتها على أي مخالفة شرعية، فالفتاة حين تفعل المعصية وهي تعلم أنها معصية، أهون ألف مرة من فعلها، وقد بررها أهلها له حتى وإن بدت صغيرة.
4- الحذر من قطع الصلة معها أو عدم التواصل، أو التقليل من الاهتمام بها، بل ينبغي الموازنة بين رفضكم للخطأ وحبكم للبنت.

5- تقوية الإيمان المخدر عندها اليوم عن طريق أختها، وبعض الصديقات الصالحات في الجامعة أو السكن.
6- الاجتهاد في سفر الأم إليها، أو سفرك أنت، أو بعض أهلها إن كان متاحًا، والغرض من السفر الاقتراب منها أكثر، وإظهار الحنان والود والشفقة والخوف عليها، هذا إن تيسر، فإن لم يتيسر فعلى الأقل التواصل اليومي.
7- إن كان هناك فرع للجامعة في بلدكم، فنود منكم إقناعها بالرجوع، وإلا فلا تجبروها على ذلك؛ لأنه عمليًا لن تستطيعوا إجبارها، فلا تقطعوا حبل التواصل.

وأخيرًا: الدعاء لها بظهر الغيب أن يهديها الله، وأن يصلحها وأن يحفظها، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً