الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالاكتئاب وأقارن نفسي بالآخرين بسبب العادة السرية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا أعاني من عقدة نقص نفسية، وأقارن نفسي كثيراً بالناس، وأيضاً لا أستطيع أن أتوقف عن هذا، أشعر بالذنب والنقص والاختناق الشديد والاكتئاب، وتأتيني أفكار انتحارية بأنه لا يجب البقاء في الحياة.

هل هذا يرجع إلى إدماني على العادة السيئة لأني كنت أمارسها منذ 8 سنوات، وكنت آنذاك صغيرة، ولم أكن أعلم بأضرارها، وتوقفت عنها منذ أربعة أشهر، وتبت إلى الله، ولا أنوي الرجوع إليها، ولكن تلاحقني هذا الأفكار بالمقارنة مع الناس، وهذا يشعرني بالاكتئاب، وأشعر بأني إذا لم أخبر عائلتي بالأمر وإذا لم أقل لزوجي المستقبلي سأكون منافقة.

أرجوكم ساعدوني، كيف أستطيع التخلص من هذه الأفكار؟ أرجو سرعة الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك -الحمد لله- على التوبة، وعدم الرجوع إلى ما اعتدت عليه من سلوكيات أدت إلى شعور بالذنب والاكتئاب والضيق؛ فهذا يعتبر إنجازًا عظيمًا؛ لأن نهي النفس عن الهوى يعتبر مجاهدة كبرى، كما يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).

وفي الحديث (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والتائب حبيب الرحمن، نسأل الله تعالى أن يبدل سيئاتك حسنات، فالمرحلة الماضية انتهت وولت بما فيها من عثرات، والآن أنت أقبلت على مرحلة جديدة تتسم بالطهر والعفاف، وصفاء القلب ونقائه من الدنس والوساوس، مرحلة اللجوء لرب العالمين وأرحم الراحمين فهو المعطي والمغني؛ فمقارنة نفسك بالآخرين والشعور بالنقص هذه من الآفات التي ترهق صاحبها، وتشعره بالتعاسة والوهن، وعلاجها هو النظر إلى ما عند الله ليس إلى ما عند الناس، فنعم الله كثيرة وفضائله عظيمة، وبابه مفتوح.

ما عليك إلا السؤال والإلحاح في ذلك، فإنه قادر على أن يعطيك ما تريدين، فكل شيء موجود في خزائنه سبحانه وتعالى، أما الخوف من النفاق في حالة عدم البوح والتحدث بما فعلت سواء لأهلك أو لزوج المستقبل؛ فهذا ليس من النفاق، فما دام الله سبحانه وتعالى سترك طيلة الفترة الماضية، وحفظك، لماذا تكشفين عن أفعالك؟! لماذا تكشفين عن أفعالك لمن حولك أو لمن لا حول لهم ولا قوة؟! فالذي يغفر ويعفو هو الله ليس هؤلاء، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، فهذا الأمر اجعليه بينك وبين الله، ولا داعي أن تخبري به الآخرين.

لا يؤدي عدم الإخبار إلى الشعور بالنفاق، إنما هذا أمر بينك وبين ربك، فابدئي صفحة جديدة لحياتك، وارسمي فيها الأهداف والخطط التي تخرجك من هذا النفق المظلم، وانظري بعين الرضا والقناعة لنفسك، فإن شاء الله ستحققين ما تريدين وتشعرين بالسعادة والهناء ما دمت مع الله عز وجل فهو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً