الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبت في المقابلة الشخصية الجامعية وأشعر بالألم!

السؤال

أنا طالبة في السنة الأخيرة من كلية التربية، مشكلتي أني أشعر أن التحاقي بهذه الجامعة حرام؛ لأني كذبت أثناء المقابلة الشخصية التي تجريها الجامعة.

كان السؤال لماذا تريدين دخول قسم اللغة العربية؟ فأجبت لأني أحبها، وهذا لم أكذب فيه؛ لأني أحبها بالفعل، ولكن السؤال الآخر هو: هل تحبين التدريس؟ فقلت نعم، وهذا كذبت فيه.

المشكلة الآن، أشعر أن الله لن يبارك لي في هذه الكلية التي كذبت بشأنها، ولم أستطع نفسياً دخول كلية الآداب قسم اللغة العربية، نظراً لمجموعها القليل، وانخفاض تقديرها اجتماعياً، ولأن مجموعي في الثانوية كان كبيراً، وكلية التربية أعلى من الآداب، لذا دخلتها.

لا أحب كلية الآداب لأني اعتقدت كذلك بتدني مستوى طلابها، مقارنة بالتربية، فلم أشأ تواجدي بينهم.

الآن صار ذهابي للكلية كل يوم يسبب لي ضغطاً نفسياً لا يمكن تحمله، أشعر أني خائنة وكاذبة، ولن يبارك الله لي، وفكرت في تركها، ولم أستطع نظراً لخوفي من رد فعل والدي، خاصة مع المشاكل الأسرية الكبيرة، وتوالي خيبات أمله في أخوي، وكان يرى فيّ أملاً بعدهما، وبقولي له: لا أريد الإكمال، هذا صعب.

إضافة لمعاناتي من مشكلات نفسية كبيرة بسبب المشاكل، تمنعني من استحقاق مهنة التدريس التي تتطلب السواء النفسي والروح العالية.

إضافة لشعوري بأني غير مرغوبة من أحد، ولا أستطيع الدخول في صداقات لخلل في شخصيتي، ولأني متعبة ومثقلة بألم الماضي والحاضر، لا أدري ماذا أفعل، هل أكمل فيها أم لا؟ وكيف أفصح لوالدي عن الأمر إن كان علي إنهاء التحاقي بها؟

أفيدوني رجاءً؛ لأني متعبة لأقصى حد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا لنرجو الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:

أولاً: ما ذكرته من حب التدريس، ولم يكن كذلك في وقتها، وفعلت ذلك لأجل الالتحاق بالكلية، فهو يعد من الكذب الذي يكفيك فيه الاستغفار فقط، وليس له أي تبعات أخرى، فالمعصية عندنا في الشريعة درجات، بعضها يكفي فيه الاستغفار مع التوبة، وبعضها يلزم فيه مع الاستغفار رد المظالم إلى أهلها، وبعضها يلزم فيه الحد، وما وقعت فيه أنت هو من المعاصي التي لا يلزمك فيها إلا التوبة والاستغفار فقط.

ثانياً: أنت تستحقين هذه الكلية، والدليل على هذا الاستحقاق هو وصولك للسنة النهائية، وعليه فلا مجال لغش أو تدليس.

ثالثاً: المقابلات التي نعقدها للطلبة قبل دخولهم إلى الكلية، الأسئلة فيها لاستكشاف الطالب قبل القبول به، فغالباً هو يستحق الكلية لكن نبحث هل الأفضل له أن يكون معنا أم مع غيرنا، وهي مقابلات استرشادية، وعليه فلم تأخذي موقع أحد بالتدليس، ولم تحرمي طالبةً أخرى بالغش، فلا تقلقي.

رابعاً: إننا نريدك أن تتجاوزي هذه المرحلة، ولا تفكري فيها مطلقاً، واجتهدي في الانتهاء من الجامعة، ومن ثم العمل بها، وثقي أن الله سيبارك لك فيها، وفي عملك ما دمت مراعية لله في حياتك.

خامساً: مسألة الصداقات وقلتها لها أسباب كثيرة، ونحن لا نعلم بالضبط ما هي الأسباب التي تدفعك إلى الابتعاد عن الصداقات؛ لذا نرجو منك إرسال رسالة أخرى فيها ما يلي:

1- هل لك صداقات من أهلك؟
2- هل تحبين العزلة؟
3- هل تفكرين كثيراً في كل ما قيل لك أو ما قلته للغير؟
4- هل تجلدين نفسك كثيراً، لماذا قلت كذا، ولماذا لم أقل؟
5- هل عندك رهاب من المجتمع؟
6- ما هي علاقتك بوالديك وأهلك؟

كيف أنت وعلاقتك بالله عز وجل؟ نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً