السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 22 عامًا، أمي مريضة نفسيًا منذ فترة طويلة، عندما كنت في الخامسة من عمري افترق أبي وأمي، فذهبت أختي -التي تبلغ الآن 20 سنة- مع أمي، بينما بقيت أنا مع أبي، وعشت في بيت جدي 8 سنوات، ثم عادت العلاقة بين أبي وأمي من جديد.
المشكلة أن أمي تتصرف بشكل سيئ معنا ومع أبي، فهي لا تغسل ولا تنظف ولا تطبخ، ولو فعلت ذلك فإنها تفعله من أجل نفسها، أو بسبب الوسواس الذي بداخلها، علمًا أن أبي إنسان طيب، ولا يبخل علينا بأي شيء.
حاولت أختي إحضار شيخ لعلاج أمي، فقال: إنها ليست مسحورة، ولكنها تعاني من مرض نفسي، ورغم ذلك فهي لا تريد الذهاب للمستشفى، وبعدها مضت الأيام وحصلت على منحة دراسية لدراسة البكالوريوس في روسيا، وبذلك تحقق حلم الطفولة، ولكني أشعر بتأنيب الضمير تجاه أمي، وأشعر بالتقصير.
قبل السفر ذهبت بأمي إلى مستشفي الأمراض النفسية، قالت الطبيبة: إن أمك تحتاج إلى الإيواء، وثم نبدأ العلاج، فلديها حالة من الفصام، وهذه الحالة ستبقى طوال العمر، وتعالج بالأدوية، وأخبرت الطبيبة بأني سأسافر لتحقيق حلمي، وسأكلف أبي وأختي بالاهتمام بها.
سافرت ولكني أشعر بتأنيب الضمير، وحينما أسأل أبي يرد قائلًا: اترك أمك لله. وأنا أعلم بأنه بدأ يشعر بالملل منها، وأنا نادم لأني تأخرت بعلاجها، ماذا لو أني لم أتمكن من رؤيتها مرة أخرى؟! علمًا أني لم أشعر أبدًا بأنها أمي، ولكنها أمي بالواقع، وعلي برها، فهل أترك حلم طفولتي وأرجع للبلاد، وأحاول علاج أمي، وبذلك سيعوضني الله بأفضل من هذه الفرصة؟ أخبرني ما هو الصالح لي في الدنيا؟