السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخفقت في دراستي العام الماضي؛ وكان ذلك مخالفًا لتوقعات أهلي وآمالهم، ما حدث كان نتيجة طبيعية لعدم اجتهادي في الدراسة، ورغم أنني نجحت -الحمد لله- لاحقًا، إلا أنهم نظروا إلى الموضوع من زاوية مليئة بالاتهامات الباطلة والتهويل.
أمي وأهلي مصرون على أن السبب في إخفاقي هو انحرافي أخلاقيًا ومحادثتي للشباب، رغم عدم وجود أي دليل قاطع على ذلك؛ فلا توجد محادثات، ولا أخرج من البيت، وليس لدي مكالمات غريبة، كل ما في الأمر أنني أدرس في جامعة مختلطة، فظنوا بي ظن السوء، وأنني أنتمي لجماعات متطرفة دينيًا، تعرفت عليهم بالجامعة، رغم أن ذلك غير صحيح، وحجتهم بذلك أنني غيرت طريقة ملابسي إلى اللباس الشرعي، وزاد اهتمامي بديني، وهو قراري الشخصي.
أصبحت لا أثق بأهلي أبدًا، وأنا على هذا الحال منذ شهر، فكل تصرفاتي مثيرة للشكوك بالنسبة لهم، وأمي تتميز بطباع حادة، وشخصيتها متوترة جدًا، وتهلع من أبسط الأمور، أذكر أنها هلعت بشكل شديد حينما رأت بعض التجاعيد الخفيفة من ابتسامتي، أعني أنها هلعت فعلاً، وأصبحت قلقة من فكرة أني سأطلب منهم المال لإجراء عمليات التجميل، رغم أني لم أقل أني أكره تجاعيدي، وهي خطٌ خفيفٌ جدًا، لا أفهم لماذا هولت الأمر هكذا؟
وموقف آخر: في إحدى المرات أخذت قيلولة الظهر، فسمعتها تقول: ها هي تنام، سترسب وتكلفنا المزيد من المال! فقدت الشعور في كونها أمي فعلاً، أحس وكأنها امرأةٌ أكبر مني وعليّ تقديرها وخدمتها، لكن لا أشعر بنفس حنان الأم السابق، أخاف منها وأتجنبها، وأذكر أني دعوت عليها، ثم تبين لي أن ذلك من العقوق، فماذا أفعل معها؟
أمي آمالها عالية كثيرًا، ولا تقبل الخطأ، وتشك بأخلاقي دائمًا.