الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب لكنه يرفض كتابة قائمة في العقد، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لخطبتي شاب حسن الخلق، حافظ للقرآن الكريم، وملتزم -بفضل الله- بالقدر الذي أريد، وحسن السمعة.

الفارق أني في كلية يقال عنها في المجتمع قمة، وهو لا، وأنه يكبرني بأحد عشر عامًا، ولكن شكله مقبول وصغير، وارتحت له كثيرًا في الرؤية الشرعية.

هو لا يريد كتابة (قائمة) كما في الشرع؛ ولأن أبي متمسك بالوضع قال إنه سيكتب الشبكة والمؤخر، وما أحضر من المنقولات في شقتنا فقط؛ لأنه يكره كتابة قائمة.

أهلي يخافون أن ذلك يقلل من شأني، ويجعله يزهد بي، ويطلقني إن شاء؛ لأنه لن يخسر شيئًا، هل لو وافقت بذلك لدينه وخلقه أكون قد ظلمت نفسي، أم أن الأولى في الشرع الدين والخلق؟ أنا حقًا أبكي وأصلي استخارة فقط، ولا أفهم شيئًا، ففضلاً، أخبروني هل هذا تنازل عن حقي أم أن هذا عدل؟

أبي وافق عليه لخلقه، لكن أمي ترفض لإصراره على عدم كتابة القائمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضّيك به، وأن يختار لك الزوج الصالح الذي يكون قُرَّة للعين وسكونًا للنفس.

وقد أصبت كل الإصابة –ابنتنا الكريمة– حين جعلت معيار الخلق والدّين أهمّ ما يُطلب في الزوج، فإن الرجل الصالح حسن التديُّن إذا أحب المرأة أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها حقَّها، والحياة الزوجية بحاجة إلى هذين الجانبين في الرجل، صلاح الدِّين وحُسن الخلق، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه).

وأمَّا مؤخّر الصداق أو ما يُعرف في بعض البلدان بالقائمة وغير ذلك؛ فهذا في الحقيقة ليس مانعًا من الطلاق عندما يُريده الزوج، كما أن الحياة الزوجية التي تبقى تحت إكراه مانع المؤخّر فقط ليست حياةً زوجية مستقرّة، ولذلك أنا أرى ألَّا تجعلي من هذا عائقًا دون الزواج ومانعًا منه.

ونرى أن رأي والدك صواب -إن شاء الله-، فهو حريصٌ على المنفعة والخير لك، وهو أعرفُ منك بأهل الدنيا وأخلاقهم وطِباعهم، فإذا كان هذا هو المانع الوحيد من قبول هذا الرجل، فننصحك بعدم الالتفات إليه، فاستخيري ربك، واعلمي أنه سبحانه وتعالى سيُقدّر لك الخير، فإن حُسن الظنّ بالله من أهم الأسباب للوصول إلى المحبوبات، وقد قال الله في الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء).

واعلمي أن دورك كبيرٌ جدًّا في استقرار حياتك الزوجية، فأنت التي تستطيعين كسب زوجك وغرس مكانتك في قلبه، بحيث يعسر عليه أن يُفرّط فيك، فمعاملتك له وقيامك بدورك في حياتك الزوجية هو الضمان الأكبر لاستمرار هذه الحياة.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً