الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالندم بسبب احتضان من ليس بمحرم..ماذا أفعل؟

السؤال

لقد ودعت أحد أقاربي غير المحارم بالحضن والبكاء عند سفره، دون تفكير في تلك اللحظة، وأنا نادمة جدًّا، وأشعر أنه إثم كبير، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب عليك وأن يُصلح الأحوال.

لا شك أن هذا الذي حدث يحتاج إلى توبة، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، ومثل هذه الأمور لا تصلح فيها المجاملات، ونحن بحاجة إلى أن نربّي أنفسنا على قواعد وآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نحن إذ نحيّي هذه الروح التي دعتك إلى الندم والتواصل معنا والكتابة إلينا؛ نشكر لك هذا الشعور؛ لأن المؤمن ينبغي أن يكون رجّاعًا، أوّابًا، كثير المحاسبة لنفسه، وبعد المحاسبة ينبغي أن نتوب توبةً لله نصوحًا، فإن المحاسبة تحمل الإنسان على التوبة النصوح، والتوبة – كما قلنا – تجُبُّ ما قبلها، فانتبهي في المستقبل لمثل هذا التصرف، وتقيّدي في كل أحوالك بآداب وأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

لا يجوز لامرأة أن يمسّ جسدها إنسان أجنبي، والأجنبي في الشريعة هو كل من يجوز له أن يتزوج بهذه الفتاة؛ لهذا ينبغي أن نراعي هذا، وعلينا أن نتجاوز العادات والتقاليد وما ألفه الناس إلى ما أنزله علينا ربُّ الناس، إلى ما جاء به النبي ﷺ، الذي ما مسَّ بيده امرأةً قط، ولا بايع النساء بيده قط، وإنما كانت مبايعته لهنَّ بالكلام، عليه صلاة الله وسلامه.

لذلك أرجو أن يكون في هذا درس لك وعظة وعبرة، والمهم ألَّا يتكرر الخطأ، والآن التوبة تجُبُّ ما قبلها من الذنوب، والتائبة من الذنوب كمن لا ذنب لها.

نسأل الله لنا ولك الهداية والوعي والفقه في أحكام الشرع، وأن يُعيننا على الانتصار على أنفسنا، ونبذ كل عادة وتقاليد لا توافق هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نكرر لك الشكر على الاهتمام والسؤال، ونرجو أن تحولي هذا الحزن وهذا الألم إلى طاعات، فالحسنات يُذهبن السيئات، والله يُبدِّل سيئات التائب الصادق المخلص في توبته إلى حسنات، وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً