السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل مدة بدأت أتقرب إلى الله، وتبت إليه وتوقفت عن فعل الكثير من الأفعال التي كنت أفعلها -والحمد لله- وهذا بفضل ربي سبحانه وتعالى، بدأت طريقي في التقرب من الله، فأصبحت أبادر ببعض نوافل وقيام الليل، وقراءة القرآن، وكل مرة أزيد قليلاً في تطوعي.
بعد أيام أصبحت ملازمة لقراءة القرآن والصلاة، بحيث أصبحت لا أقوم بأعمال البيت مع أمي، وأبقى أعبد ربي، فكل ما أردت القيام بشيء ما غير قراءة القرآن والصلاة والذكر، يأتيني صوت في رأسي يقول لي: هل تتركين عبادة ربك وتقومين بهذه الأعمال؟ شيئاً فشيئاً أصبحت أرى أن كل ما في الدنيا تافهٌ، ولا يستحق أن أشتغل به، حتى وصل الأمر إلى أني لا أرغب في الالتحاق بالجامعة، كونها تدرس علماً غير العلم الشرعي.
بعدها أصبحت أعاني من وسواس الرياء، وبعدها وسواس الصلاة، أصبحت أخاف أن لا أخشع في الصلاة، فعندما يقترب وقت الصلاة أحس بخوف شديد، وضيق، خوفاً من أن لا أخشع في صلاتي، ولم أعد أستطع أن أصلي أمام أناس لأني أتشتت، ومن ثم أصبحت أستيقظ صباحاً وأنا أشعر بضيق، وأقوم لقيام الليل، وألف فكرة وفكرة تدور في رأسي، وكلها أفكار وساوس تصيبني بحزن، لم يعد الحزن والضيق يفارقانني.
أصبحت أرى أن كل ما في هذه الحياة لا يستحق اهتماماً، حتى إني لما التحقت بالجامعة -بعد حرص والدي على ذلك-، لم أستطع حمل كراس، وأقول في نفسي: هذا علم دنيا، ولا ينفعني في الآخرة.
دعوت الله أن يسهل لي الشفاء، وهو لا يرد دعاءً سبحانه، وأردت أن آخذ بالأسباب، وأستشيركم، أرجو أن تجيبوني، حفظكم الله.