الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لما يشتد مرضي وأتوتر تأتيني أفكار بأني أريد إيذاء أحد!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل صحية كثيرة متتالية منذ عام، وقبل أن أشفى من مرض أعاني من آخر، وما زلت حتى الآن على هذه الحال، ومنذ 5 أشهر أصبت بحالة فلم أستطع النوم لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة.

ذهبت لأكثر من طبيب، وتم تشخيص حالتي بورم المخ الحميد، وارتشاح على العصب البصري، الذي كان سببًا لعدم النوم، ولكن قبل التشخيص وصف لي طبيب الأعصاب منومًا ومجموعة من المهدئات، ظنًا منه أنني أعاني من مشكلة نفسية، أخذتها لمدة يومين، وبدأت تأتيني رعشة قوية في جسدي، وإحساس بالخوف لا أعرف سببه.

توقفت عن الدواء فورًا، وبعدها تم التشخيص السليم، وبدأت في رحلة العلاج، لكن كانت تصيبني الرعشة عند الخوف الشديد، وبعدها بدأت تأتيني أفكار بأني أريد إيذاء أحد، خصوصًا عندما يشتد مرضي أو أتوتر، وهذه الأفكار تغيب عن بالي فترات طويلة، وترجع فجأة بلا سبب.

أصبحت أخاف كثيرًا على أولادي، أخاف أن أفقد سيطرتي وأقوم بإيذائهم بسبب هذه الأفكار! تبدل شعوري من الفرح بهم إلى خوف الدائم عليهم، أحيانًا أستطيع طرد الأفكار السلبية، وأحيانًا يتملكني الخوف، بدأت في تخصيص ورد يومي من القرآن الكريم، وقراءة الأذكار كل يوم، ولكن الخوف ما زال بداخلي.

حاليًا أتناول الكيوتابكس قرصًا للنوم، والسيدامكس للارتشاح -غير المعلوم سببه-، وأدوية للمرارة، والمعدة، وكثيراً من المضادات الحيوية لداء البروسيلا.

سؤالي: هل هذا مرض يتطلب مني الذهاب لطبيب نفسي، أم هو بسبب كثرة التوتر والضغوطات التي أتعرض لها؟ وهل يمكن الذهاب للطبيب دون الحاجة لتناول أدوية أخرى؟ لأني أصبحت أخاف من تناول الأدوية النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jojoba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

كثيرًا ما يكون هنالك تداخل بين ما هو نفسي وما هو عضوي -أي جسدي-، وبعض حالات الأمراض العضوية تُماثل تمامًا ما نُشاهده من أعراض في الحالات النفسية، وقد تجتمع الحالة العضوية مع الحالة النفسية في ذات الوقت.

عمومًا: الحمد لله تمّ تشخيص حالتك التشخيص الصحيح، والآن أنا أقول لك: إن قلق المخاوف الذي لديك -إن شاء الله تعالى- سوف ينتهي، وميلك للعنف، أو أفكار الخوف على أولادك أنك سوف تفقدين السيطرة وتقومين بإيذائهم؛ هذا لن يحدث أبدًا، هذا مجرد وسواس، و-بفضلٍ من الله تعالى- الوساوس العُنفية -كما نسمِّيها- لا يلجأ لها أصحابها أبدًا، فاطمئني من هذه الناحية، وعيشي حياتك بصورة طبيعية.

جميلٌ أنه لديك ورد قرآني، وتركّزين على قراءة الأذكار، هذه الإضافات مهمّة للإنسان في حياته، وأيضًا يجب أن يكون لديك أنشطة، تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، نامي مبكّرًا، اجتهدي كثيرًا في عملك، وتطوري مهنيًّا، قومي بالمشاركات الأسرية، التواصل الاجتماعي، الواجبات الاجتماعية، ممارسة رياضة المشي، ممارسة تمارين الاسترخاء، وعلى وجه الخصوص تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها، هذه هي الأسس العلاجية الضرورية، بمعنى آخر: تغيير نمط حياتك ليكون أكثر إيجابية، مع تجاهل الأعراض، هذا مهمٌّ جدًّا.

بالنسبة للأدوية النفسية -أيتها الفاضلة الكريمة-، أتفق معك أنه قد لا يكون هنالك حاجة لدواء نفسي، أنت الآن تتناولين الـ (كيويتابكس)، وهو قطعًا يُساعد كثيرًا في النوم، وإزالة القلق.

وشاوري طبيبك إذا أراد أن يُوقف عنك الكيوتابكس مثلاً ويعطيك دواءً آخر مضادًا لقلق المخاوف، عقار مثل الـ (سيرترالين)، والذي يُعرف تجاريًا باسم الـ (لوسترال)، أو الـ (مودابكس)، أو عقار الـ (اسيتالوبرام)، والذي يُعرف تجاريًا باسم الـ (سيبرالكس)، فهو دواء رائع جدًّا لعلاج المخاوف، وفي ذات الوقت لا يتفاعل أبدًا ولا يتعارض مع الأدوية الأخرى، كما أنه ليس عقارًا إدمانيًّا، ولا يؤثّر أبدًا على الهرمونات النسائية.

شاوري طبيبك حول مقترحاتي هذه، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً