الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي الكبيرة لا تساهم معنا في النفقة والمصاريف!

السؤال

السلام عليكم

أنا موظفة، وأخي وأختي كذلك، لكن أختي الكبيرة قد وضعت مصاريف البيت على عاتقي من مقاض وغيرها، وكلما تكلمنا معها أنا وأخي تفتعل مشكلة!

علماً أننا أيتام، والداي كلاهما متوفى، هاجرنا ولا يعلم الناس عنا أي شيء، وأختي إذا ساعدت فبمبلغ زهيد لا يكفي، وليس لديها مصاريف أخرى خارج البيت، وتشتري عطوراً ومجوهرات، وإذا قلت لها: اصرفي، تقول: اصرفي من المدفون عندك، وهو مبلغ جمعته قبل ٩ سنوات للضرورة القصوى، والحالات الطارئة، والمبلغ قليل.

علماً بأني طالبة، وقبل يومين حصلت مشاجرة كبيرة بيني وبين أخي وأختي، وأختي غضبت وذهبت لمكان آخر.

علماً بأني قد جربت معها كل شيء لكي تساعدنا، وأنا أحبها وأخاف عليها، لكن أيضاً ظهري قد كسر ولا أتمتع بشيء من راتبي، علماً بأني لا أريد أن أغضبها أو أكسر خاطرها أبداً، هل هذا الذي فعلته حرام؟

أنا صبرت وصبرت وانفجرت، ويعلم الله لا أتمنى تشتت البيت أبداً، ما حكم ما فعلته؟ ضميري يؤنبني، ونفسيتي تعبت جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب. نشكر لك حرصك على تماسك أسرتك، والإحسان إلى أخواتك وإخوانك، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك سببًا لأرزاقك المباركة، وأن ييسّر لك كل عسير، ويرزقك الزوج الصالح، ويُغنيك من فضله.

ما فعلته – أيتها البنت الكريمة – من مطالبة أختك بالمشاركة في مصروفات المنزل ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، فلا يلزمك أن تُنفقي أنت على أختك ما دامت ميسورة الحال، كما لا يلزمك أن تُنفقي على أخيك أيضًا، فإذا طلبت من القادرين منهم المشاركة في الإنفاق في شؤون البيت فهذا مطلب حق، ولا ينبغي لأختك أن تغضب من هذا وأن تُخاصمك لأجله.

نصيحتنا لك أن تستعيني بكل مَن له تأثير على أختك بنصحها وإرشادها ومراجعتها للحق، ونحن على ثقة من أن الكلام الطيب والأسلوب الحسن سيرد أختك إلى الطريق التي ترغبين أن تكون هي فيه، فإن الله تعالى أرشد إلى الكلمة الجميلة الطيبة، وأنها تقلب العدو صديقًا، فكيف بالقريب المُحب؟!

حاولي أن تُحسني إلى أختك بالكلام الطيب، وحُسن الاعتذار، وأنك لا تُؤثرين نفسك عليها ولا تفضلين نفسك عليها، ونحو ذلك من الكلام الجميل، فإنه حريٌ بأن يردّ إلى القلوب أُلْفَها وأُنْسَها.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً