الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت مخطوبتي بعد وفاة والدتها وطلبت قطع العلاقة، فماذا أفعل؟!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت قد طلبت من أهلي قبل سنتين أن أخطب فتاة أحبها، وهي من أقاربي، وعندما ذهبنا إليهم وافقوا وقالوا: سيتم عقد القران بعد أن تنهي الفتاة دراستها، وهي لم تبلغ 18 سنة بعد.

كنت قد تحدثت معها سرًا عن أهلي وأهلها، وتناولنا مواضيع كثيرة وغير لائقة؛ لأنني كنت أعتبرها مخطوبتي، وكنت أحيانًا أشعر بتغير مشاعري تجاهها، فأدعو الله أن يثبتني ولا أكسر قلبها، وأن يزيدني حبًا لها كي لا تحزن والدتها، وبعد سنتين توفيت والدتها، فحزنت حزنًا شديدًا، وكنت أواسيها عبر الهاتف، لكنها أخبرتني بأنها تحتاج إلى الراحة من الحديث، وأنها لن تغير رأيها بعد هذه المواقف، فوافقت على أن تكون استراحة بسيطة.

وبعد يومين رأيت في منامي ضبعًا أسودَ هجم عليّ، فبدأت بقراءة القرآن، وكان عند رأسي شيخ يحفظ القرآن، ويعمل في فك السحر، لكنه لم يساعدني، بل بقي ينظر إلي، ولم أطلب منه المساعدة؛ لأنني خشيت أن أتوقف عن القراءة فيؤذيني الضبع، حتى استيقظت.

وبعد مدة أصبحتْ الفتاة تعود بحجة الاشتياق، ثم تذهب بحجة أنها قد اضطربت بعد وفاة والدتها، وتحتاج إلى الراحة، حتى قالت في آخر مرة إنها تريد إنهاء العلاقة نهائيًا، ثم ذهبت دون سبب، مكتفية بقولها إنها غير مرتاحة، وأنا لا أعلم إن كان ذلك نتيجة سحر أم أنه طبعها؟

لم تحدث بيننا أي مشاكل قط، صليتُ الاستخارة، لكن الأمور تعقدت أكثر من السابق، كما صلَّت هي الاستخارة، ولكنها بالأصل رافضة للعلاقة، ورأت بأنه ينبغي عليها الرفض، وأنه لا يوجد فيها خير، وأنا أدعو الله بأن تعود ويجعل بيننا كل خير، فهل ما حدث نتيجة سحر؟ لأنه لا يوجد أي سبب مقنع، وما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يرزقك الزوجة الصالحة البرة التقية، إنه جواد كريم.

أخي الكريم: ابتداء لا بد أن نخبرك بأن التجاوزات التي فعلتها مع الفتاة، ما كان ينبغي لها أن تكون في بيت يرجو صاحبه أن يكون بيتًا صحيحًا مستقيمًا، على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ما كان ينبغي ذلك من شاب يخاف الله ويرجو رضوانه، لذا أول ما عليك فعله، هو التوبة إلى الله عز وجل مما وقعت فيه، توبة يصاحبها الندم، ويعقبها عدم العودة إلى مثل هذا السلوك.

إن ما حدث معك أحد احتمالين:
- إمَّا بسبب وفاة والدتها كما ذكرت لك.
- أو أن يكون قد حدث عندها طارئ أنت لا تعرفه، وهي لا تحب الحديث فيه، وفي الحالين لا بد أن تتركها تأخذ وقتها، والتواصل معها يكون عن طريق وسيط آمن، تأمن هي في الحديث معه عنك.
- وإمَّا أن يكون مثلما ذكرت هو سحر أو عين أو حسد.

وفي جميع الأحوال لا بد أن تعلم أن من كتبها الله لك زوجة ستكون في الوقت الذي قدَّره الله؛ لن يعجل بقدر الله زيادة اهتمام أو اضطراب، ولن يعيق قدر الله هدوء أو سكينة، فاطمئن ولا تقلق.

وأمَّا ما نود أن نوصيك به فهو:
1- ترك الفتاة مدة زمنية، من غير ضغط عليها.
2- إيجاد وسيط آمن، بحيث تفهم المشكلة وأبعادها.
3- طمأنتها بأنك ستكون معينًا لها وسندًا، ولن تتخلي عنها.
4- حثها على المحافظة على الرقية الشرعية، وأذكار الصباح والمساء.
5- قراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها، هي في بيتها وأنت في بيتك.

هذا المنهج إذا سارت عليه الأخت فإنها ستعلم ماهية المشكلة، وساعتها تستطيع التعامل الجيد معها، وعليك بعد ذلك التسليم لله عز وجل فيما قضى وقدر، فقضاء الله هو الخير لك لا محالة.

نسأل الله أن يقضي لكما الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً