السؤال
السلام عليكم.
أنا أعمل مع والدي منذ صغري، ولم أعش طفولتي، أو أهتم بشهاداتي، ورغم ذلك فأنا إنسان أحمل المسؤولية، ومثقف دينيًا، وناضج فكريًّا، والعلاقة بيننا في الأسرة علاقة عادية، لا يوجد فيها دفء، ولا محبة، ولا ألفة.
لي أخت واحدة، ولي راتب يومي آخذه، وعندما كان والدي يجهز شقة جديدة بحث عن مالي من ورائي، وأخذه كله، ولم يطلبه مني بالحسنى، أو بالمعروف، وكانت حجته تجهيز الشقة الجديدة، فاشتعل الغضب والغيظ في صدري وقلبي، ولكني تغاضيت، وكظمت غيظي وغضبي.
وبعد سنوات عند زواج أختي فعل نفس الحركة مرةً ثانيةً، وسرق مالي مرةً أخرى، وكانت حجته أنه احتاج للمال لجهاز أختي، مع العلم أنه كان مسرفًا، ومبذرًا في زواج وجهاز أختي، واشتعل الغضب والغيظ في صدري وقلبي، ولكن تغاضيت، وكظمت غيظي وغضبي، أيضًا للمرة الثانية.
بعد زواج أختي سعيت كثيرًا للزواج، والبحث عن بنت الحلال، ولكن لم يشأ الله لي بعد، واستلمت إدارة المحل بالكامل؛ لأن والدي أجرى عملية الدوالي، وجلس في البيت مدةً طويلةً، وبدأت من الصفر في المحل؛ لأنه صرف كل ما يملك في زواج أختي، وفي العملية بعدها، وكانت مصاريف البيت ووالدي ووالدتي من المحل دائمًا.
لم أقصر في شيء منذ صغري، كنت أرى والدي مهملاً، فاشلًا، لم يعرف قيمة المال، وتمر السنين ولم يدخر شيئًا، وكان معظم الناس يخدعونه عندما يشاركهم في شيء، أو يقرضهم المال، وكنت أموت غيظًا منه، ومن تفكيره العقيم، وأفعاله، وكان كثير الكذب، حتى إني رأيت فيه حديث الرسول ﷺ: (وما يزال الرجل، ويتحرى الكذب حتي يُكتب عند الله كذابًا).
جاءني أحد أقاربي بعروس، فرأيتها، وأعجبتني، وبعد مرور الأيام ظهر وجهها الحقيقي، وأسلوبها وتفكيرها، وأنها تتدخل في أمور الرجال، وأنها تريد أن تفرضُ شخصيتها عليّ، وليس لها أب، أو أخ.
وللمرة الثالثة سرقني والدي، وأخذ مفتاح شقتي من ورائي، وأثناء وجودي في المحل دخل شقتي هو ووالدتي، وكسر خزانة المال، وأخذه كله، ونزع مفتاح شقته من مفاتيحي هذه المرة، ولم أقدر أن أتغاضى عن فعلته بسبب أشياء كثيرة، منها أنه لا يوجد سبب لفعلته، وأن المبلغ كان كبيرًا جدًّا.
منذ ذلك اليوم أعيش وحدي، ولا أخاطبهم، وقطعت علاقتي بهم، ولم أذهب إلى شقتهم، وأنا لن أسامحه أبدًا، ولأن المحل حِمل ثقيل عليه، ولا يقدر على تحمله، فقد أرسل لي يطلب رجوعي، ولكن ردي كان إما أن يختار المال، أو يختارني.