الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تؤرقني ذنوب وأخطاء فعلتها في صغري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي وساوس وخوف من أكون قد ظلمت شخصاً ما في صغري، في عمر ما بين (14/13) عامًا كنت أراسل فتيات، وأتحدث معهنَّ بقلة أدب، وطلبت علاقات معهنَّ، فهل في هذه الفترة يكون علي إثم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

ما يصدر من الإنسان قبل البلوغ لا يؤاخذه الله تعالى به، وهذا من رحمته تعالى بهذا الإنسان، والبلوغ قد يحصل قبل الخامسة عشر من العمر إذا وُجدت إحدى علامتين: إمَّا خروج المني من الإنسان في نومه أو في يقظته، وإمَّا نبات الشعر الخشن في العانة - أي حول الفرج - فإذا وجدت إحدى هاتين العلامتين قبل الخامسة عشر فإنه بالغ، والبالغ مُكلَّف، تجري عليه الأحكام الشرعية، ويُؤجر ويأثم كالكِبار، ودليل هذا كله قول النبي (ﷺ): «رفع القلم عن ثلاثة» ومنهم: «الصبي حتى يحتلم» أو «الصغير حتى يكبر».

فإذا كان ما حدث منك من الأفعال المحرمة قبل البلوغ فإنه لا إثم عليك إن شاء الله، وإن كان بعد البلوغ فالواجب عليك التوبة، والتوبة يمحو الله تعالى بها الإثم، فيرجع الإنسان بعد توبته إلى حاله قبل الذنب، وقد قال النبي (ﷺ): «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».

فإذا كان ما صدر منك كان بعد البلوغ فبادِرْ إلى التوبة، والتوبة تعني: الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الحال.

وخير ما نوصيك به - أيها الحبيب - أن تحرص كل الحرص على سدِّ أبواب الفتنة التي قد يحاول الشيطان أن يجرّك للدخول منها، ومن أعظم الفتن التي حذّر النبي (ﷺ) منها فتنة الرجل بالمرأة، فقد قال (ﷺ): «ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء»، فنوصيك بتقوى الله تعالى، والوقوف عند حدوده، بأن تغض بصرك كما أمر الله تعالى في كتابه، فتحفظ بصرك وسمعك، وتتجنب الخلوة بأي امرأة أجنبية، وتحرص على صحبة الخير والرفقاء الطيبين، فإن ذلك إعانة لك على الثبات على توبتك.

وأمَّا تخوفك من وقوعك في ظلمٍ لإحدى هذه الفتيات؛ فالواجب عليك فقط أن تستر ما مضى، فإن النبي (ﷺ) يقول: «من أصاب شيئًا من هذه القاذورات فليستتر»، وأن تبتعد عن كل ما من شأنه أن يفضح إحدى هذه الفتيات، وتتجنب الحديث عنهنَّ مع الناس، ونحو ذلك، فهذا ظلم لا يجوز أن تفعله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً