الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد طلب العلم وزيادة التزامي ولكن والدي يعارضني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أبي يحب أن أكون ملتزمًا بالصلاة وقراءة القرآن والصيام.. وهكذا، ولكن لا يحب أن أكون مثلًا أشاهد الدروس الشرعية بكثرة، أو ألعق أصابعي كما في السنة عن الرسول (ﷺ)، وأيضًا أنا لا أشاهد التلفاز لما يُعرض فيه من متبرجات ومعازف.

المشكلة أن أبي ضد ذلك، بل وينهاني عن فعله، وقد يصل الأمر -أحياناً كثيرة- إلى جدال، ويصرخ علي بشدة، ويتهمني بأن هذا جهل وغباء، فما نصيحتكم لي للتعامل معه؟

علمًا أنه عنيد جدًّا ومتعصب لرأيه، ويرى أني لا أفكر وأطبق ما يقال لي، ويردد أني أسمع لشيوخ متشددين، وأني متأثر بأفكارهم، ومنوم مغناطيسيًا.

أرجو منكم الجواب الكافي والسريع، وجزاكم الله خيرًا، ولا تنسوني من دعائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

فقد حللت -أخي- موقف والدك بعقل وحكمة، وهذا يبين لنا ما يلي:

1- الوالد ليس عنده مشكلة مع الإسلام.
2- الوالد ليس عنده مشكلة مع الشعائر التعبدية.
3- المشكلة عند الوالد محددة في أمرين:
- الخوف عليك من الأفكار التي يراها متطرفة أو متشددة.
- انشغالك بما يراه غير مهم على حساب دراستك، أو أي شيء آخر.

وعليه فإننا نقول لك:
الوالد -حفظه الله لك- كما ذكرت فيه بعض العناد، ولكن طاعته عليك واجبة، والسنن التي تحدثت عنها (كلعق الأصابع أو غيرها) تبقى في دائرة السنن، لا تتجاوز مطلقًا الفرض الذي هو بر الوالد وطاعته، وحتى الاستماع إلى المحاضرات الشرعية لا تصل إلى تلك المنزلة -نعني بر الوالد-؛ وعليه فإننا نطلب منك ما يلي:

1- في المسائل السلوكية الاعتيادية افعل ما يفعله والدك وما تعارف عليه أهلك.
2- في كل ما هو سنة استجب للوالد في طلبه، ثم أزل خوفه بهدوء بعد ذلك ثم استسمح منه أن تقوم بها.
3- اجتهد في أن تكون طوع يده، واعلم أن طاعتك له في طاعة الله من أحب القربات إلى الله.
4- مسألة المعاصي كمشاهدة التلفاز وما فيه من مشاهد، حاول أن تشغل وقتك ساعتها بعمل نافع دون أن تستفزهم أو تنكر عليهم، وستجد الأمر يسير بهدوء، فالوالد ليس عدوًّا لتدينك.

الحوار مع الوالد هو أقرب الطرق للوصول إلى عقله وقلبه، وكذلك للوصول إلى مرضاة الله.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً