السؤال
السلام عليكم
كانت معاملة والدتي لي ولأختي في صغرنا سيئة، وبما أن أختي الكبرى عانت من ضرر نفسي بسببها، فقد بادرت بقبول الزواج بسرعة، ولم تُكمل دراستها، ثم انقطعت أخبارها لمدة أربع سنوات، لنكتشف بعدها أنها ستتطلق، علمًا أنها كانت تتحدث معنا في الفترات الأولى من زواجها، لكن بسبب مشكلة صغيرة، قاطعتها أمي تمامًا.
أصبحت أختي قريبة جدًا من خالتي، لأنها وجدت فيها صفات الأم التي لم تجدها في والدتي، وبعد طلاقها، طلبت منها أمي العودة للعيش معنا، لكنها رفضت، واختارت أن تعيش بالإيجار بدلًا من الرجوع إلى المنزل، ومنذ طلاقها بدأت أمي تُعاملها بطريقة مختلفة، لدرجة أن أختي نفسها تفاجأت بذلك.
أما أنا، فلا زلت أعاني من مشكلات نفسية بسبب والدتي، حيث كانت تفرض عليّ أشياء لا أريدها، وإذا لم أستجب لها، كانت تمارس عليَّ عقاب الصمت، حتى وإن اعتذرت لها لا تسامحني.
كما أنني عندما كنت صغيرة، تعرضت للضرب من قبل معلمة في الروضة أمام الكثير من الناس لسبب تافه جدًا، وعندما أخبرت والدتي، لم تفعل شيئًا، بل ألقت اللوم عليّ! ونتيجة لذلك، أصبحت أخشى التحدث أمام الغرباء، ولا أستطيع تحمل الازدحام، وما زلت أعاني من آثار هذا الموقف حتى الآن، رغم أنني بلغت عمر 22 سنة.
صحيح أن والدتي تغيرت في بعض الأمور، لكنها لم تخصص لي وقتًا للحديث معها، حتى عندما أذهب إليها، تخبرني أنها متعبة ولا تريد الكلام، لكنها في الوقت نفسه تمسك هاتفها وتشاهد مواقع التواصل الاجتماعي.
نحن في المنزل متفرقون؛ فأنا دائمًا في غرفتي، وأخي كذلك، ووالدي يشاهد التلفاز، وأمي على الهاتف، لا نخرج في نزهات عائلية، ولا نقوم بأي أنشطة مشتركة.
في الآونة الأخيرة، أصبحت أشعر بالنفور من أمي، لدرجة أنني لا أرغب في الحديث معها، كما أنني أريدها أن تشعر بالذنب، وتدرك أنها أخطأت، وأنها السبب فيما نعيشه، لكنها من النوع المسيطر، الذي يرى نفسه دائمًا على صواب، ولا يمكن أن يعتذر، لذلك أصبحت أحيانًا أتجنب الحديث معها لعدة أيام، ثم أعود لنتخاصم ونبقى هكذا.
أود التأكيد على أنني لا يمكن أن أكره أمي أبدًا، بل أحبها كثيرًا، وأتمنى لها الهداية، لكن ما سبب نفوري منها؟ ولماذا أغضب عليها كثيرًا؟ وهل هي على حق فيما تفعله أم أن تصرفاتها خاطئة؟
شكرًا لكم.