الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت برفقة غير مريحة في السكن، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي - جزاكم الله خيرًا -: ماذا يفعل الطالب الذي ابتلاه الله بصاحب غير طيّب وكسول في السّكن الجامعيّ، مع عدم قدرته على تغيير الغرفة؛ لأنّ مشرف السّكن لا يسمح بذلك، وقال له: "يجب أن تنتظر سنّة كاملة حتى تغيّر الغرفة"؟

أرجو الرد قريباً، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وجزاك الله خيرًا على سؤالك.

من المؤكد أن التعامل مع زميل في السكن الجامعي غير ملتزم أو كسول، يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا، خاصة إذا لم يكن لديك خيار لتغيير الغرفة على الفور، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه الحالة:

- حاول التحدث مع زميلك في السكن بشكل هادئ وصريح، ووضح له تأثير سلوكه على دراستك وراحتك النفسية؛ لأن بعض الناس أحيانًا يكونون غير مدركين لتأثير أفعالهم على الآخرين.

- اتفق معه على بعض القواعد المشتركة، والتي تساعد في الحفاظ على جو من الاحترام والتعاون في الغرفة. يمكن أن تشمل هذه القواعد مواعيد النوم والاستيقاظ، وتنظيف الغرفة، والضوضاء، وغيرها.

- ابحث عن أوقات وأماكن أخرى للدراسة بعيدًا عن الغرفة إذا كان ذلك ممكنًا (المكتبات أو قاعات الدراسة) يمكن أن تكون خيارًا جيدًا.

- ذكر نفسك بأن هذا الوضع مؤقت وأنك قادر على التحمل. استفد من هذا التحدي لتطوير مهاراتك في الصبر والتسامح.

- لا تتردد في البحث عن دعم من الأصدقاء أو المستشارين في الجامعة؛ فقد يقدمون لك نصائح إضافية أو يدعموك عاطفيًا.

- لا تنسَ الدعاء إلى الله أن ييسر لك أمرك ويهدي زميلك ويصلح حاله، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقال رسول الله (ﷺ): «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» [رواه أبو داود].

- تذكر أن نيتك في الخير والتعاون قد تكون سببًا في تغيير سلوك زميلك، استمر في تقديم النصيحة بطريقة حكيمة ومهذبة، وتذكر قول النبي (ﷺ): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

- عليك تطبيق هذه النصائح مع الدعاء المستمر.

نسأل الله أن يسهل أمورك ويعينك على تجاوز هذا التحدي بنجاح، وجزاك الله خيرًا ووفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً