الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتار في التقدم لفتاة بسبب عاداتها في أمريكا!

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 سنة، وأسكن بأمريكا منذ 6 سنوات، تقدمت لخطبة فتاة محجبة، رأيتها بالمسجد، هي بعمر 19 سنة، وعربية، ومن مواليد أمريكا، ورحب بي الأهل، وبعدها بيوم اعتذروا، فقمت بإرسال رسالة للفتاة، وتحدثت معها بالبداية، وقالت إنها متخوفة من عدة أشياء، مثل فارق العمر الكبير، وبأني ليس من مواليد أمريكا مثلها، وبأنها قلقة من اختلاف العادات، وتفضل الحديث بالإنجليزية، وليس بالعربية، مع أنها تتقن اللغتين.

قالت: دعني أسألك أسئلة شخصية، فسألتني التالي: هل تمتلك بيتاً أو شقة تملكها أو سنسكن بالإيجار؟ هل تمتلك مالاً بكمية مناسبة؟ ما هو عملك؟ أسئلة كلها عن المال ووضع المعيشة، وليس عن الأخلاق أو الدين!

قالت عن نفسها التالي: إنها نادراً ما تطبخ، وإنها اعتادت على الطعام -free- في بيتها، ومعها سيارة، وتحب الخروج مع صديقاتها وقت النهار، وبأنها تحب الذهاب للصالة الرياضية، وتضع صور وجهها وكفيها على مواقع التواصل وهي بكامل زينتها، وبألوان ملفتة.

أنا تعلقت بالفتاة جداً كونها جميلة جداً، ولم أر أجمل منها من قبل، ولكن أحسست أنها مادية، وخفت من موضوع الطلاق؛ بسبب انتشارها في أقاربها، وعندما سألت عن عادات هذه العشيرة في أمريكا قالوا إن لديهم مراسم المهر والخطوبة والعرس، وسيكلف تقريباً 80 -100 ألف دولار، وهو تقريباً كل ما أملك، لأنهم يحبون المفاخرة، ولكني أكره ذلك.

أود أن أذكر أنها تدرس العلاج الطبيعي، وفي أمريكا هنا من الممكن أن تقوم بعلاج ولمس وتحريك الجزء المصاب للذكور والإناث، فهل هذا حلال؟ وهل يجب أن أرفض عملها مستقبلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي رغبتك في بلوغ الحلال، ونبشرك بأنك من الذين يعينهم الله، كما في الحديث: (...والناكح يريد العفاف)، وأحسنت عندما طلبت الفتاة التي تتردد على بيت الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن لا تستعجل في الخطوات حتى تحصل هناك دراسة شاملة، ونرجو أن يكون من أهلك من يستطيع أن يصل لهذه الأسرة خاصة من النساء؛ من أجل أن يقف على بقية أحوال الأسرة، ومن حقك أن تسأل، وتستفهم وتبحث؛ لأن هذا حق شرعي للطرفين.

كما أنهم من حقهم أن يسألوا عنك، ولا بد للإنسان أيضًا أن ينظر إلى الأمور نظرة شاملة، ونظرة كاملة، وعلينا أيضًا أن نعرف الضوابط والقواعد الشرعية في التعامل مع مثل هذه الأسر، وتأثرها بما حولها، وتأثرها ببيئتها، هذه أمور قد نحتاج فيها إلى وقفات، فالذي نوصي به هو أن تستخير، بأن تصلي استخارة، ثم تشاور العقلاء الفضلاء، أصحاب المراكز الإسامية، الدعاة إلى الله تبارك وتعالى هناك؛ فهم أعلم بمثل هذه البيئات، وبأحوال هؤلاء الفتيات.

كذلك أيضًا ينبغي أن يكون لأهلك مدخل في هذا، تشاورهم، ولا نؤيد الاستمرار في التواصل مع الفتاة قبل أن تتأكد من إمكانية الارتباط؛ حتى لا يحصل ارتباط عاطفي، وبعد ذلك يحال بينك وبينها وبين الارتباط، واعتذار أهلها أيضًا ينبغي أن يفسر، هل يا ترى اعتذارهم لنفس الأسباب التي أشارت إليها أم عندهم تحفظات أخرى؟ وحقيقة النظرة المادية والأسئلة التي سألتها وإغفال الدين أيضًا من الأمور التي حُق لك أن تنزعج منها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

عمومًا نحن نرفض الاستعجال، ونؤكد أن مشوار الحياة الزوجية مشوار طويل؛ ولذلك ينبغي أن يبنى على تقوى من الله ورضوان، ووضوح، وتحديد أهداف، ومحاولة أيضًا لوضع النقاط على الحروف؛ لأنه كما قلنا هذا مشوار طويل، وأسعدنا أنك تخاف من الطلاق، لأن الأصل في الحياة الزوجية هي الديمومة، والاستمرار، فالإنسان لا يريد أن يتزوج ليطلق؛ لأن هذا يجلب متاعب للطرفين.

تأثرها أيضًا ببيئتها بلا شك هذا له أثر، وكونها حرة في بيتها مع صديقاتها، وما نوع الدراسة التي تدرسها؛ كل هذه أمور تحتاج إلى وقفات ومناقشات، ولكن أرجو أن يكون هناك غطاء شرعي، بحيث إنك تبحث عن أخت لك أو محرم من محارمك تتواصل معها، تتعرف عليها، فالنساء أيضًا أعرف بالنساء، ولا تستعجل الخطوات حتى تتبين مواطن القدم، أي لا ترفع قدمك حتى تعرف أين تضعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وأن يعينها على الخير.

بالنسبة للتكاليف في الزواج أيضًا هذه أمور تحتاج إلى مناقشات، إذا كان الأمر كما أشرت فهذا من الأمور التي قد تصعب عليك، ولا نريد أن تبدأ حياتك بالديون والصعوبات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، وطريقة الدراسة التي تدرسها طبعًا أعتقد أن المسألة فيها إشكالات، لكن أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يضع لنفسه حدودًا، وليس معنى هذا أننا نستسهل هذا النوع من الدراسة، ولكن أرجو أن تكون ممن تصلي، وتواظب على الصلاة وأن تكون ممن يعرف الحدود المقبولة والمرفوضة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً