الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الخطأ أن أحلم بتخصص يفوق مقدرتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في عام 2022 كنت طالبًا في الثانوية العامة، ولأسباب قهرية لم أوفق للحصول على معدل مرتفع، وقد كان حلمي أن أدرس الطب، وأن أكمل في مجال البحث العلمي، والآن أمامي هدف وحلم وهو أن أدرس برنامج
MD-PhD Program في أمريكا، ولكن هذا البرنامج يحتاج لمجهود كبير جدًا، كما أنه يحتاج لمبلغ مالي لن أستطيع جمعه إلا بعد 8 سنوات من العمل، فهل يحق لي أن أحلم بهذا المستوى من الطموحات، على الرغم من استحالة هذا الأمر حاليًا؟

أنا أحسن الظن بالله، ولكن هل يجوز أن أدعو به في صلاتي، أم أن ذلك يعتبر من موانع الدعاء؟ وهل أبدأ بالعمل عليه، أم أنني يجب أن أتركه؟

حاليًا هذا البرنامج هو حلمي، وأخشى أنني بعد كل ذلك التعب أن لا أصل لشيء، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، أسأل الله أن يوفقك في مساعيك، ويحقق لك أحلامك؛ فمن الجيد أن يكون لديك هدف، وطموح، وأن تسعى لتحقيقه، ولكن دعنا نجيب على أسئلتك بالتفصيل:

1. هل يجوز أن تحلم بحلم كبير مثل هذا؟
بالطبع يجوز أن تحلم، وأن تحمل أهدافًا كبيرةً؛ فالإسلام يشجع على السعي والتفاني في تحقيق الأهداف النبيلة، قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ" (النجم: 39)، وهذا يدل على أن الإنسان يحصل على ما يسعى إليه بجد واجتهاد.

2. هل يجوز أن تدعو بهذا الهدف في الصلاة؟
نعم، يجوز أن تدعو الله تعالى بما تريد في صلاتك، وفي دعائك؛ فالدعاء هو العبادة، والله تعالى يحب أن يدعوه عباده، ويسألوه حاجاتهم؛ يقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة" (رواه الترمذي). لذا يمكنك أن تدعو الله أن ييسر لك دربك، ويحقق لك حلمك، فهو القادر على كل شيء.

3. هل تبدأ العمل على تحقيق هذا الهدف؟
نعم، ابدأ في العمل على تحقيق هدفك؛ فالعمل والاجتهاد من متطلبات النجاح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" (رواه مسلم). ولكن، عليك أيضًا أن تكون واقعيًا، وتضع خططًا بديلةً في حال لم تتيسر الأمور كما تتمنى، من المهم أن توازن بين الطموح والواقعية.

نصائح عملية:
1. ضع خطةً مفصلةً لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الخطوات الصغيرة التي تحتاجها للوصول إليه.
2. تحدث مع أشخاص قد درسوا أو يعملون في هذا المجال؛ للحصول على نصائحهم وتوجيهاتهم.
3. إذا كان ذلك ممكنًا، اعمل على تحسين درجاتك في المواد الأساسية المطلوبة لهذا البرنامج.
4. ابحث عن منح دراسية، أو طرق تمويل تساعدك في تحقيق هدفك.

تذكر أن النجاح يتطلب صبرًا واجتهادًا، ومع الدعاء والتوكل على الله، يمكنك تحقيق ما تطمح إليه -بإذن الله-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً