الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي غضب مني بسبب أخذي لزوجتي لزيارة أهلها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في ضيق شديد، ولا أعلم ماذا عليّ أن أفعل؟ والدي يكره أهل زوجتي كرهاً شديداً، وأهلها من بلد آخر، وقد مرت أكثر من ٧ شهور ولم تزر زوجتي أهلها، فقررت أن آخذها لزيارتهم.

لما علم والدي أني أخذتها عند أهلها غضب غضباً شديداً، وقال إنه ليس راضياً عني، وحلف على أمي أنها تكون طالقاً إن دخلت بيتهم مرة أخرى.

بماذا تنصحوني؟ وماذا علي؟ وهل أنا في هذا الحال أعتبر عاقاً لوالدي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا لنسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصلح والدك، إنه جواد كريم.

نحن لا نعلم الظالم من المظلوم فيما بين والدك وأهل زوجتك، لنحدد مدى الإساءة، وماذا عليك أن تفعل، لكن عندنا حقائق يجب أن تكون واضحة:

1-إن برك لأبيك واجب عليك فيما تقدر عليه، وفيما لا يكون فيه معصية لله تعالى، وإرضاء الوالد مطلب شرعي، عليك تأديته بكافة الوسائل الشرعية، واليمين الذي أقسمه والدك لا ينبغي أن يمنعك من بره أو التواصل معه، بل عليك تحين كل وسيلة لذلك، فيمكنك أن تلتقي به في المسجد أو في العمل أو عند أصحابه، أو تدخل في المشكلة أحداً يحبه ويجله أبوك، وهو يعرف الحقوق الشرعية؛ حتى يصلح ما بينك وبينه، المهم ألا تتوقف عن التواصل معه.

2- لزوجتك حق وواجب عليك وهو الإحسان إليها، ومعاملتها بالتي هي خير، ومن هذه المعاملة حقها في زيارة أهلها، وعليك أن تفعل ذلك حتى لو كان أهلها على غير وفاقٍ معك أو مع أبيك، فهذا حقها ويجب عليك تأديته.

3- لا يلزم من زيارتها لأهلها أن يعلم أبوك بذلك، بل يجوز لك أن تجعل هذا سراً متى ما علمت بأن هذا قد يغضبه عليك.

إذا ما التزمت بما ذكرنا لك فلست عاقاً لوالدك ولا ظالماً لزوجتك، وهذه الموازنة هي التي تجب عليك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً