الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوم بالاهتمام ببنت أخي وأمي تغار منها وتكرهني!

السؤال

لدي أم مقعدة، وبعمر 80 سنة، وبنت أخ يتيمة الأبوين، كان أبوها يدللها، وقمت بالاعتناء بها تعويضاً عما فقدت، وكانت أمي تغار منها وتكرهها.

مات أبوها وهي بعمر 13 سنة، وحاولت تعويضها والإنفاق عليها، لكن أمي ازداد كرهها لها، وكرهتني معها، وهي دائماً تحاول منعي من الإنفاق عليها.

صارت البنت سنة أولى جامعة، وليس لها بيت يأويها، أرشدوني، لا أريد التخلي عن بنت أخي، علماً بأن والدها ربانا مع إخوتي بعد موت والدي.

أنا بعمر 61 سنة، لا يليق بي غضب الوالدة، ولا يمكن أن أتخلى عن البنت، ولم تنفع مع أمي كل المحاولات، هل أنا مخطئة بحق أمي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهتدية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أولاً: جزاك الله خيراً على حفظ الجميل ورد المعروف في ابنة أخيك، وجزاك الله خيراً على حرصك على بر والدتك، وإنا نسأل الله الكريم أن يجعل هذا في ميزان حسناتك.

ثانياً: لا يجوز بحال ترك الفتاة التي لا عائل لها، وهي منك بمنزلة البنت، فأنت عمتها، فلا تهمليها بأي حال من الأحوال، سيما والفتاة الآن في الجامعة، وهي فترة حرجة جداً، تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة، لذا ضعي هذه الحكمة ابتداء: ابنة أخيك أمانة في عنقك، لا يجوز أبداً التفريط فيها.

ثالثاً: طاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله تعالى، وترك الفتاة اليتيمة التي لا عائل لها مضيعة لها ومهلكة، لذا لا يعد تواصلك مع الفتاة ولا إنفاقك عليك ولا رعايتك لها عقوقاً للأم -حفظها الله-.

رابعاً: إننا ننصحك أن تحاولي فهم الخلاف بينهما، وأن تجتهدي في إزالة تلك الحواجز إن تيسر ذلك، فإن لم تستطيعي فاجتهدي أن تساعديها من غير أن تعرف الوالدة.

خامساً: حثي هذه الفتاة على القرب من جدتها، وإهدائها، وخدمتها، وتقبيل رأسها... وكل ما يمكن أن يحبب هذه الفتاة عند جدتها.

سادساً: لا تظهري هذه الغيرة من جدتها أمامها، وإن لاحظت شيئاً من جدتها، فوضحي لها أن جدتها تحبها، وما قد يحصل منها بسب التقدم في العمر، وكبار السن ينبغي أن يعاملوا معاملة خاصة من التقدير والاحترام والصبر عليهم.

اجتهدي وسددي وقاربي، وعند التعارض لا تغضبي الوالدة ولا تتركي ابنة أخيك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يجزيك خير الجزاء، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً