السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مقبلة على الزواج، وملتزمة بفضل الله. تقدَّم لخطبتي شاب صالح ذو علم ودين، حافظ لكتاب الله وملتحٍ، وهي الصفات التي كنت أتمناها، إلَّا طوله.
جلسنا معًا مرة واحدة منذ حوالي ثلاثة أشهر، وكان قلبي يملؤه السعادة، فقد سأل عن ديني وحياتي مع القرآن، والنقاب والتلفاز، ووافقت عليه لتدينه، رغم أن النقاب قد يؤثر على مستقبلي المهني، وحالته المادية ليست جيدة، ولن تلبي طموحاتي من حيث الخروج والترفيه.
لكن بعد ذلك بدأت المشاكل؛ فكلما أراد أن يأتي بوالدته (لأنه يتيم) حدثت عقبة ومشكلة، ففي إحدى المرات طلب أن يأتي الساعة السادسة والنصف مساءً، وقد استأذن والدي في نفس اليوم، فقال له والدي: "الأصول تقتضي الاستئذان قبلها بيوم على الأقل"، فغضب.
وفي مرة أخرى استأذن أن يأتي بعد صلاة العشاء، وكان ذلك أيضًا في نفس اليوم، وفي آخر محاولة أرسل لوالدي رسالة عبر الواتساب يحدد فيها اليوم، فلم يرد والدي عليه في حينه؛ لأنه كان منزعجًا منه، ثم اتصل به بعد يومٍ ليأتيَ هو ووالدته، فلم يرد، وأبلغني الوسطاء أنهم ربما صرفوا النظر عن خطبتي، وبعد أسبوعين تقريبًا، أرسل لوالدي رسالة يعلمه فيها أنه ترك عمله، وأعرب عن أسفه لي ولأمي، لكنه لم يعتذر لوالدي.
الآن، تقدم لخطبتي شاب آخر ليس ملتزمًا ظاهريًا (غير ملتحٍ)، ولا أعلم إن كان يرتاد المساجد أم لا، وسؤالي لكم يا شيخ: كيف أتصرف وأنا أشعر بعدم قبول للخاطب الجديد؟
جلست مع الخاطب الجديد، وفيه كل الصفات التي تتمناها أي فتاة، وهو يكبرني بعام واحد فقط، لكنه لم يسألني أي سؤال عن ديني، كما فعل الخاطب الأول.
أخشى أن أقبل بالخاطب الثاني، ثم أكتشف أنه مختلف عني، وأخاف أن يراني متشددة، وأخشى أن يفتنني في ديني.
أخيرًا: لاحظت في الرؤية الشرعية أنه لا يقاطع المنتجات التي ينتجها الأعداء، فأنصحوني يا مشايخنا الكرام، جزاكم الله خيرًا.