السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بنت، ولدي عقدة منذ صغري إلى الآن: وهي النحافة المفرطة، علمًا بأني آكل جيدًا -والحمد لله-، وليس لدي مشكلة صحية -حسب ما قاله الأطباء-، إلا إنني مع ذلك لا أكسب الوزن إلا بشق الأنفس، وأخسره بسهولة شديدة، حتى لو كنت آكل.

وأنتم تعلمون معايير الجمال في مجتمعنا، وخاصةً بالنسبة للنساء، والمتعلقة بشكل الجسم، وجسمي لا تبرز فيه المناطق الأنثوية، وبالتالي أشعر بقلة ثقة في مظهري، فلا أستطيع أن أتخيل نفسي متزوجةً، أو أنه سيتزوجني أحد أصلاً، وأشعر بأني قليلة الأنوثة مقارنةً بالفتيات الأخريات.

كما أني محجبة -والحمد لله-، وأرتدي ملابس طويلةً وواسعةً، وهذا ما يجعل مظهري يبدو غريبًا، إضافةً إلى الانتقادات والملاحظات التي أتلقاها من الناس حولي، وهو ما يشعرني بعدم الراحة أكثر.

أنا لا أريد أن أشعر بالنقص من هذه الناحية، ولا أريد أن أسخط على قسمة الله ورزقه؛ فهو العليم الحكم، ذو الفضل علينا، لكني كبرت مع هذه العقدة، ولا أعرف كيف أتعامل معها بشكل سوي دون إفراط أو تفريط.

وجزاكم الله خير الجزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المعدل الطبيعي لكتلة الجسم BMI، والوزن القياسي يتم معرفته من خلال قسمة الوزن بالكجم على مربع الطول بالمتر، فمثلاً إذا كان الطول 158 سم، والوزن 45 كجم، فإن معدل كتلة الجسم يساوي 45 مقسومًا على 15.8، ومقسومًا مرةً أخرى على 15.8، والناتج يساوي 18، وهذا على سبيل المثال، ومعدل 18 ليس سيئًا؛ حيث إن متوسط المعدل الطبيعي ما بين 19 إلى 25، فإذا كان وزنك 50 كجم، فأنت لا تعانين من النحافة، وإذا كان أقل، فمن السهل -إن شاء الله- زيادته.

ومن المعروف أن تنظيم تناول الطعام، وخصوصًا البروتين الحيواني، من خلال تناول وجبات خفيفة ومتكررة سيساعد في اكتساب المزيد من السعرات الحرارية.

ومعروف أن لدى البعض معدل حرق catabolism أكثر من معدل البناء Anabolism، وبالتالي يميل الجسم إلى النحافة أكثر من ميله لاكتساب المزيد من السعرات، وبالتالي زيادة الوزن.

وقد يكون من المهم فحص صورة الدم cbc، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وفحص مستوى فيتامين(D)، وفحص فيتامين (B12)، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل؛ فقد يؤدي النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية إلى حالة من النحافة وفقدان الوزن.

وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكنك تعويض عدم الرغبة بتناول وجبات طعام كاملة، من خلال تناول وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات المجهزة في المنزل باللحم المفروم أو الدجاج.

وكوب الحليب مع التمر والموز يعتبر وجبةً كاملةً، وقطع العجوة -التمر المجفف المعجون- مع زيت الزيتون والسمسم تعتبر وجبةً كاملةً وخفيفةً، وتناول بعض المشروبات التي تحتوي على مطحون الحلبة، والسمسم، والمكسرات -المغات المصري-، مع بعض السمن البلدي يعتبر وجبةً.

كذلك فإن ثمار التين الطازجة أو المجففة تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، والتمر يمثل قيمًا غذائيةً عاليةً يمكنك الاستفادة منها، بالإضافة إلى تناول البروتين الحيواني في وجبات خفيفة ومتكررة، مثل: اللحم المفروم، والدجاج، والأسماك؛ لزيادة الكتلة العضلية، وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله-.

والخلاصة: يمكنك تناول وجبات خفيفة، وقليلة جدًا، ومغذيةً في نفس الوقت، مع التوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالغثيان، وبعد ساعة يمكنك تناول وجبة أخرى مختلفةً، وبالتالي سوف تحصلين في نهاية اليوم على حاجتك من الطعام، والزائد عن الحاجة سوف يساعد في ضبط الوزن كي تصلي إلى الوزن المثال، وبالتالي سينضبط وزنك، وتظهر ملامحك الأنثوية -إن شاء الله-، واستمري في حجابك وعفتك وسترك -سترك الله في الدنيا والآخرة-، ويمكنك بعد شهر أو اثنين أن تعودي إلى الكتابة مرةً أخرى إلى موقع إسلام ويب، وتنقلي لنا خبرتك في اتباع النصائح في الاستشارة.

نسأل الله لك الصحة والعافية والسلامة.