السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أبلغ من العمر 17 عامًا، أعيش بمفردي مع تكفّل والدي بنفقاتي، أشعر في هذه المرحلة بحاجة إلى نصائح تعينني على الثبات وعدم الخوف من الجن أو الشياطين؛ فكلما سمعت عن علامات الساعة، مثل ذكر المسيح الدجال أو غيره، ينتابني خوف وتوتر، على الرغم من علمي أنهم لا يضرون ولا ينفعون إلَّا بإذن الله تعالى.
الغريب أنني قبل نحو ثلاث سنوات لم أكن أشعر بمثل هذا الخوف أو التوتر، بل كنت أكثر جرأة وطمأنينة، مع أن استمساكي بديني الآن أشد وأقوى من ذي قبل.
كذلك صرت سريع المفاجأة، يسهل إرهابي أو إدخالي في حالة من الفزع، وهو أمر لم يكن كذلك فيما مضى.
وقد مررت في طفولتي بظروف عائلية صعبة؛ إذ كان والداي مطلقَين، فعشت مع أمي ولم أكن أرى أبي إلا قليلًا، كانت أمي -حفظها الله- ذات دين وحرص على القرآن، لكنها كانت شديدة الغلو في جانب الدراسة الأكاديمية، فكانت تفرض علينا نظامًا صارمًا وتراقب كل ما نفعل.
أمَّا إخوتي الكبار لما كبروا اختاروا العيش مع أبي، فكان لهم في ذلك خير كثير؛ إذ استمسكوا بدين الله، وتعلموا وتفوقوا، وحملوا مسؤولياتهم الدينية والدنيوية.
أمَّا أنا، فبقيت مع أمي لصغر سني، وكانت تخفف عني بعض الشيء، فاستغللت ذلك ولم أكن أتحمّل مسؤوليات البيت، بل عشت في راحة، لا همّ لي إلَّا تلبية شهواتي، ومع ذلك كنت مجتهدًا في دراستي بحكم ضغطها عليّ، وكنت منفتحًا اجتماعيًا نشيطًا.
ثم لما كبرت، انتقلت إلى أبي كما فعل إخوتي، وها أنا اليوم أعيش تجربة جديدة، غير أنني في هذه الفترة أصبحت قليل الاختلاط بالناس، وفقدت بعض جرأتي القديمة، وأصبحت أكثر خفّة في شخصيتي، وأسعى لأن أستعيد توازني وثباتي الديني والنفسي والاجتماعي.