الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي رفضوا تزويجي مع مدحهم للشاب المتقدم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة عمري 19 عاماً، توفي والدي وأصبح أخي ولي أمرنا منذ ثلاث سنوات، وقد تعرفت على شاب واستمررنا ثلاث سنوات، وعندما أدركنا بأن ذلك حرام قررنا عدم الاستمرار إلى أن يجهز نفسه ليأتي لخطبتي، فقد أحب بعضنا بعضاً بشغف وعفة، وتطابقت أفكارنا وشخصياتنا وكأننا مثال الزوج والزوجة.

وعندما أتى ليخطبني رفض إخوتي لأن والدته امرأة قوية ومسيطرة وسنعيش عندها مؤقتاً حتى يشتري بيتاً، ولكن إخوتي لم يصدقوا أننا سنعيش معها مؤقتا، مع أن أخي قال لي بأن الشاب ذو خلق ودين وسمعة طيبة لكنه رفض، وقد أرسل الشاب العديد من الناس ليتكلموا مع أخي لكنه لا يستجيب.

ونحن لم نستطع الافتراق فقررنا أن نذهب ونتزوج بالحلال بدون أهلي لكن بموافقة أهله، وقد استخرت الله إذا كان خيراً لي أن ييسره، فهل هذا الشيء خطأ؟ مع أنه بالحلال لأننا ضقنا ذرعاً بأهلي بسبب رفضهم المتكرر لهذا السبب، فهل على الشاب أن يتخلص من أمه حتى يستطيع الزواج؟ وأهلي يقولون ما زلت صغيرة وسيتقدم لك الأفضل، فهل الأفضل بالمال والمنزل؟!

وأنا أريد العيش مع إنسان لا مع جدران، ونفسي لم تعد تشتهي غيره أو تتقبله فعزمت على عدم قبول الخطبة من غيره؛ لأني أحسست بالظلم وبدأت أكره أهلي وأبتعد عنهم، فهل أتزوجه بالحلال بدون أهلي أم ألجأ إلى الحرام بالخفية فأنا لا أرى رجلاً غيره في عيني أم ماذا أفعل؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ط حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن دينك ينهاك عن الحرام، فأبعدي عن عقلك الأوهام، وحافظي على مشاعر أهلك الكرام، وتسلحي بالحكمة والصبر وتوجهي لمن لا يغفل ولا ينام، واستغفري ربك على الدوام، ولا تخالفي أهلك فإنهم مرجعك في مستقبل الأيام.

وكم تمنينا أن يحرص الشباب على تأسيس علاقاتهم وفق الضوابط الشرعية، وذلك لأن البدايات الصحيحة هي التي توصل إلى النتائج المريحة.

ولا يخفى عليك أنه ليس من الشرع ولا من الحكمة مطالبة الرجل بالبعد عن أمه لأنها أولى الناس به، كما أنه ليس من العقل والصواب مخالفة أهلك الأحباب؛ فإن ذلك سوف يجلب لك اللوم والعتاب ويوقعك في مخالفة السنة والكتاب؛ لأنه لا نكاح إلا بولي كما جاء عن رسولنا الأواب.

وإذا ثبت العضل والعناد من شقيقك فإن الشريعة تنقل الولاية إلى من هو بعده، لكنها لا تبيح لك بحال أن تزوجي نفسك، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: (لا تزوج نفسها إلا بغي)، وأرجو أن تسألي نفسك ماذا سيكون موقفك إذا مات الزوج أو حصل الخلاف؟ وهل تظنين أن الرجل يحترم المرأة التي ليس وراءها رجال؟

ونحن في الحقيقة نتخوف من كل علاقة زوجية تقوم على علاقات عاطفية نمت بعيداً عن ضوابط الشرع وعين الأهل، وليت شبابنا أدركوا أن الحب الحقيقي الحلال هو ما نشأ بعد الرباط الشرعي وهو وحده الذي يصمد أمام الأزمات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ولا تكرهي أهلك فإنهم يريدون مصلحتك وقد تكون طريقتهم خاطئة لكن العبرة بما في نفوسهم، فالتمسي لهم الأعذار وكرري المحاولات لإقناعهم، وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات فإنه يصرف القلوب ويرفع الدرجات.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً