الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدراسة في المدارس المختلطة

السؤال

السلام عليكم .
أنا ما زلت طالباً أدرس، وتواجهني مشكلة في دراستي وهي أن دراستي يوجد فيها اختلاط، وأعرف أن ذلك محرم لكني متفوق في دراستي وأستطيع إفادة الأمة في المستقبل، فما الحل؟
هل أترك الدراسة أم أواصل؟ أجيبوني رحمكم الله، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابني العزيز/ عبد الله

أسأل الله العظيم أن يحفظك ويوفقك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يحفظ شبابنا من الفتن، ونسأله الثبات والسداد. وبعد:

فنحن في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يحفظ علينا ديننا حتى نلقاه.

وأرجو أن تواصل دراستك؛ لأن مجتمعاتنا في أيام غفلتها تحتاج لرجال عندهم غيرة وحرص على تبديل الأوضاع المخالفة لشرع ربنا، واحفظ الله يحفظك، احفظ الله بطاعته والتزام أوامره واجتناب نواهيه يحفظك من كل شر وسوء وبلاء، وأخلص لله وتوجه إليه وأبشر بقوله تعالى: (( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ))[يوسف:24].
واستعين بالله وأجعل خوفك منه وحده وراقبه في السر والعلانية فإنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وإذا غض الإنسان بصره عن المحارم أورثه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه، وتذكر أن أفضل ما يساعدك على طلب العلم هو طاعتك لله وبعدك عن المعاصي ورحم الله من قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بــأن الـعـلــم نـــــــور **** ونور الله لا يهـدى لعــاصــــي

وسؤالك هذا دليل على خير كثير فيك – حفظك الله –.
فأرجو أن تحرص على تنمية روح الخير في نفسك، ونحن نفخر بأمثالك من الشباب الذين نسأل الله أن يكتب على أيديهم مجداً جديداً لأمتنا.

ومما يعينك على الخير ما يلي:

1- اختر لنفسك أبعد الأماكن عن النساء في قاعة الدراسة، فخير صفوف الرجال أولها حتى في الصلاة، والعلة في ذلك هو بعدها عن النساء.
2- غض بصرك فإنما لك الأولى وعليك النظرة الثانية.
3- أرجو أن تجد من يعين على تحصين نفسك بالزواج.
4- أشغل نفسك بكثرة الذكر واجعل همك الاجتهاد لتحافظ على تفوقك .
5- اجعل علاقتك مع الصالحين من الزملاء واجتهد في نصح الآخرين بأسلوب حسن لطيف.

6- تذكر أن صيانة أعراضنا تبدأ بمحافظتنا على أعراض الآخرين، فما من فتاة إلا ولها أخ، والإنسان لا يرضى لأخته الشر فلماذا غيرها؟ والله تبارك وتعالى ينتقم ممن يعبث بالأعراض وكما تدين تدين، والزنا دين – والعياذ بالله.

7- احرص على الابتعاد عن الخلوة بالمرأة الأجنبية لأن الشيطان هو الثالث فلا تدخل قاعة الدراسة إلا إذا تأكدت من وجود عدد من الدارسين.

8- أعلم أن التزامك بآداب الإسلام يجلب لك احترام الجميع، وسوف يدفع الله بك الشرور.

9- والشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية دفعة واحدة، ولكن خطوة بعد خطوة، فاحرص على إغلاق أبواب الشر، ولذا نجد في هذه الشريعة نهي عن قربان أو الاقتراب من الفواحش والزنا قال تعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ))[الإسراء:32]، وقال أيضاً: (( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ ))[الأنعام:151].

فحرم النظرة والكلمة والخلوة، وسد الأبواب الموصلة.
واسأل الله لك الثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً