الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الاستيعاب والشرود

السؤال

السلام عليكم

لاحظت على أختي بأنها لا تستوعب سريعا، فعندما نكلمها في موضوع يجب علينا أن نعيد لها الكلام مرتين أو ثلاثاً حتى تفهم وتستوعب، ويبدو عليها التركيز فهي تحاول الاستيعاب.

وأيضاً: لاحظت عندما أكلمها لا أدري أين تذهب عيناها، فهي تنظر إلى عيني، لكن كأنها في عالم آخر، حتى هي لاحظت هذا الشيء، فقالت: كأن عقلي يغيب ثم يعود، أختي عمرها تقريباً ثلاثة وثلاثون عاماً.

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Awa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بأختك.
أختك الآن تبلغ الثالثة والثلاثين من العمر، وحقيقةً لم توضح رسالتك إن كان ضعف التركيز هذا من وقتٍ قريب أم هو شيء يلازمها منذ زمنٍ بعيد؟
إذا افترضنا أنه من وقتٍ قريب، فهذا يدل على حدوث متغير في حياتها، ربما يكون هذا المتغير متغيراً اجتماعياً، وفي هذه الحالة لابد أن تُناقش، وأن يحاول من حولها حل مشكلتها إذا كان لديها أي مشكلة، فكثير من المشاكل الاجتماعية تؤدي إلى الإحباط والقلق والتوتر الداخلي، وهذا ربما يظهر في شكل شرود وعدم تركيز لدى بعض الناس.
أما إذا كان الأمر أمراً قديماً أي من وقتٍ سابق، ففي هذه الحالة ربما يكون لديها مشكلة في مستوى الذكاء، وهذا يمكن أن يحدد عن طريق المعالجين النفسيين.

هنالك بعض الحالات العضوية المكتسبة التي تؤدي إلى الشرود وضعف التركيز، ومنها ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية، أرجو أن لا يكون ذلك مزعجاً، لكن هذا يحدث وإن كان نادراً، فإذا أجريت لها فحوصات اشتملت على مستوى هرمون الغدة الدرقية، ربما يكون هذا من الأفضل.

أنا أعتبر أن حالتها مكتسبة وأنها ناتجة عن القلق والتوتر الداخلي، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن تجرب معها الأدوية المزيلة للقلق والاكتئاب البسيط، ومن أفضلها العلاج الذي يعرف باسم موتيفال، يمكنها أن تأخذ منه حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وهو علاج جيد وبسيط، ويزيل القلق ويحسن التركيز، ولكن لابد أن أرجع إلى ما ذكرته سابقاً، وهو ضرورة معرفة الأسباب والجلوس مع هذه الأخت ومناقشتها بصورةٍ مفصلة، مع عدم إحراجها أو الضغط عليها، ومن الأفضل أن يناقشها من تثق فيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً