الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الولد من نكد الوالدة المطلقة وكثرة بكائها واتهامها له بالتقصير

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ الصغر وأنا أفتقد أبي وحنانه؛ لأنه منفصل عن أمي منذ (17) سنة، ولم تتزوج والدتي، وليس لي أخوات، ولكن والدتي منذ الصغر وهي تتشاجر معي في كل شيء، وتحب النكد كثيراً وكثيرة البكاء أمامي.

إنها ضحت بعمرها من أجلي، حتى في أي مشكلة أتكلم معها تقول لي: إني أنا غلطان ومذنب، ولا تحاول أن تتقرب مني ولا تفهم ما يدور في رأسي، لدرجة أن كل الناس قالوا لها: ابتعدي عنه؛ لأنك سوف تدمرينه، ولكن هي لم تفعل وتدمر حياتي وقراراتي، خوفها علي يقتلني ولا أستطيع أن أفعل شيئاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنك بلغت -بحمد الله- العمر الذي تستطيع منه بتوفيق الله أن تمسح دمعة الوالدة، خاصة ومثلك يفهم معاناتها، فأبشر بثواب الله على صبرك وإحسانك لها، وتذكر أنها تريد لك كل الخير لكنها تخطئ الطريق، فركز على صدق نيتها، ولا تهتم بظاهر أفعالها أو الجارح من أقوالها، وأسأل الله أن يصلح حالك وحالها.

ولا يخفى على أمثالك أن معرفتك لسبب توترها وحصرك للمسائل التي تتسبب في ضيقها من أهم ما يعينك على تحسين أوضاعها، فأرجو أن تبادر بالثناء عليها والاعتراف بفضلها، حتى لا تضطر إلى أن تمن عليك بما قدمته من خدمات وتضحيات.

واعلم أن الإنسان إذا وجد من يقدر مجهوداته ويعرف فضله يمكن أن يحتمل ويصبر، والمرأة أحوج لهذه الأشياء، فهي بحاجة لدعم معنوي كبير، ونسأل الله أن يقر عينك بها وأن يقر عينها بك.

وأرجو ألا تدخل الآخرين في معاناتك ولا تشكو والدتك للآخرين فإنها أقرب الناس إليك، وأكثر الناس شفقة عليك، واعلم أن تدخلات الآخرين تعقد المسألة أكثر وأكثر، مع ضرورة أن تلتمس لها الأعذار، فإنها تتذكر ما فعله معها والدك عندما تراك وتتجدد جراحها عندما تخالف أمرها، فكن مطيعاً لها، واعلم أن طاعتها من طاعة الله، وأن الإحسان إليها من أهم أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة.

ورغم أننا نقدر ما تمر به أنت والوالدة إلا أننا ندعوكم إلى أن تتذكروا نعم الله عليكم لتشكروها فتنالوا لشكركم المزيد، وتذكروا أن الدنيا مليئة بأهل البلاء وأنكم بالنسبة للكثيرين في عافية، ونسأل الله أن يديم علينا وعليكم نعمه وفضله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقكم ويسددكم ومرحباً بكم.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً