الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس شيطانية بخصوص إيذاء زوجي لي في الماضي

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفلي يبلغ من العمر شهرين ونصف, وشهر رمضان قريب ولا أستطيع أن أصوم خوفا عليه، فإذا أنفقت عن كل يوم طعام مسكين هل قضيت رمضان، أم أم أنتظر حتى ينمو الطفل وبعد ذلك أصوم؟ وكيف أقضي شهر رمضان؟

وعندي مشكلة أخرى، وهي وساوس شيطانية, أتذكر أفعالاً مؤذية فعلها زوجي بنفسي, وعندما أتذكر أكاد أطلب الطلاق ، فكيف أتخلص من هذه الوسوسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حمده حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

أما عن مسألة الصيام فإذا كنت حاملاً أو مُرضعة، وكان الصوم يضر بالجنين أو الطفل ولا يضر بك أنت فإنه يجوز لك أن تُفطري من أجل الحمل أو من أجل الإرضاع، ولكن في هذه الحالة عليك أن تقضي هذه الأيام عند القدرة على القضاء، وعليك مع القضاء أيضًا أن تُطعمي مسكينًا عن كل يوم.

أما إذا كان الإفطار من أجلك أنت بأن كنت تتضررين بالصيام، ولو كان مع هذا قد يحصل الضرر للطفل أيضًا فإنه لا يلزمك إلا قضاء هذه الأيام، ولا تلزمك الكفارة.

فالخلاصة إذن أنه يجوز لك أن تُفطري سواء كان الصوم يؤثر عليك أنت وحدك، أو يؤثر على الطفل وحده، أو يؤثر عليكما جميعًا، ففي الحالات الثلاث يجوز لك أن تُفطري في رمضان، ثم تنتظري وقت القدرة على القضاء، وتقضين ما فاتك من أيام.

أما الكفارة فإنها لا تلزمك إلا في حالة واحدة وهي إذا كان الفطر من أجل الطفل فقط، أي كان الفطر من أجل خوف الضرر على الطفل فقط، ولا تتضررين أنت في نفسك بالصوم. هذا عن مسألة الصوم.

أما عما يوسوس لك الشيطان من تذكيرك بما أساء زوجك إليك، فنصيحتنا لك بأن تقطعي الاسترسال مع هذه الوساوس، وتتذكري ما في زوجك من المحاسن، وما يقدمه لك من المعروف، فإن غاية ما يتمناه الشيطان أن يفرق بين الرجل وزوجته ويهدم الأسرة بعد بنائها.

وعلى فرض أن زوجك أساء إليك وفعل معك ما يؤذيك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بمكارم الأخلاق، ومن هذه المكارم: أن يعفو الإنسان عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه، فإذا كان الزوج قد أساء فخذي أنت بخيري الأمرين بالعفو والمسامحة، وأنت بذلك مأجورة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لن يزيد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا) ويقول الله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.

ولا شك أن الحفاظ على الأسرة بعد بنائها وإقامتها خير من الفراق وتفريق أفراد الأسرة وهدم البيت بعد قيامه.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً