الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم تأخر زواجي بسببهم... لا زال إخوتي يعيرونني بسبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة من أسرة محافظة، يتيمة الأم، أخواتي متزوجات، أعيش مع أبي، وأحمد الله وأشكره كثيراً على نعمه.

حياتي كانت كلها جدية وكفاح، وقتي كله كرسته للدراسة ثم العمل، وهبت حياتي لأسرتي وإخوتي بعد وفاة والدتي، غير أني مؤخرا بدأت أشعر باليأس من الحياة، وأحس بحزن عميق من نظرة الناس إليّ على أني لم أتزوج بعد، رغم أني على قدر من الجمال والعلم، هذا ليس تفاخرا، وإنما لأقرب لكم الصورة، وأوضح أكثر الظروف، وهذا لا يعني أني لم أطلب للزواج، بل بالعكس لكن أنا لم أكن أهتم بالأمر.

كان كل همي أنجح في دراستي بتفوق وأعمل كي أساعد والدي في مسؤولية البيت، فضلا عن استقامتي ومبادئي الأخلاقية، الذي يحزنني أن الناس يتقولون عليّ، حتى إخوتي لم أسلم من تلميحاتهم لي ومعايرتهم لي بالعنوسة، وقد نسوا الذي عانيت من أجلهم، بعض المتطفلين يلقون اللوم عليّ وكأن الأمر بيدي، أنا شخصيا أؤمن إن الزواج بيد الله، وأنا راضية بما قسم الله لي، لكن الناس لا ترحم، فهل الأمر بيدي وفيما أخطأت؟

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل سوء.

أختنا الفاضلة: لا شك أن الأمور تسير بقدرة الله، وأن الله كتب المقادير على العباد قبل أن يخلقهم، وما دمت لم تتزوجي إلى الآن فيقينا لو كنت حرصت ألف مرة واجتهدت ألفي مرة ما تزوجت لأن قدر الله نافذ.

وأنت أيتها الفاضلة ما قصرت وإنما اجتهدت وثابرت من أجل والدك وأهلك، فجزاك الله على ما قدمت خيرا، وكان يجب عليهم أن يمدحوك لا أن يلمزوك، لكن لعل الله ادخر لك الأجر الأوفر يوم الورود عليه.

أختنا الفاضلة: قري عينا بما صنعت واحمدي الله أن وفقك لذلك، واعلمي أن ذلك لن يضيع هدرا، بل كل ما فعلته وقمت به في ميزان حسناتك عند الله.

هنيئا لك ما فعلت وما قدمت، وانتظري من الله أنعم الأجر وأوفره، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وقد كنت عونا لأبيك وأهلك فالله في عونك، افعلي وأكثري من صلة رحمك، ولا تعبئي بكلامهم، فإنهم لا يعلمون الأجر الذي تقومين به، ولا مقداره عند الله -عز وجل-.

إن الأمة فيها عوانس كثر، لكن لن نجد من بين تلك العوانس من ضحّت لأجل هدف نبيل وغاية سامية.

وفقك الله -أختنا الفاضلة- وسدد خطاك، وإنه ليسرنا دائما التواصل معك.

وفي أمان الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً