الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على خوفي وقلقي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي سؤالان وأرجو إفادتي والإجابة عنها.

1- قبل (3) سنوات عانيت من زيادة في نبضات القلب، وقد ذهبت إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحوصات أخبرني الطبيب بأن لدي ارتخاء في الصمام الميترالي، وأن هذا الأمر لا يدعو كثيراً للخوف، ووصف لي دواء إندرال، ومازلت أستخدمه إلى الآن، عمري (19) سنة، ولكن الزيادة في نبضات القلب جعلتني دائمة التوتر والقلق، فأنا أتحسس منها كثيراً، وهي مزعجة، فجعلتني أتذكر الموت ومقدماته في كل وقت من أوقاتي، حتى عند النوم! وذلك كلما زادت النبضات، فكيف أتغلب على خوفي وقلقي؟ وما هي الأطعمة الصحية لمن لديه ارتخاء في الصمام الميترالي؟

2- أمي قبل عدة شهور كانت تعاني من حالة نفسية، وقد كنت أنا رفيقتها دوماً، فقد كانت حالتها النفسية سيئة جداً على من حولها (والدتها وزوجها وأخوها) وأنا كنت أهدأها، وذلك - الحمد لله - لم يؤثر علي ولا على الدراسة، ولكن الآن بعد انتهاء الدراسة في العطلة أصبحت أتذكر تلك المواقف والأيام والكلام الذي يقال، وأصبحت حزينة دائمة التفكير والخوف والتوتر، فبماذا تنصحني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قدوتي رسولي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكل إنسان يعاني ويشتكي من زيادة في نبضات القلب ننصحه بمراجعة الطبيب، لأن تسعين بالمائة من هذه الحالات لا تكون ناتجة من أي مرض عضوي في القلب، فنوبات القلق والمخاوف قد تكون هي السبب في تسارع نبضات القلب، وفي بعض الناس يكون الضعف في مستوى تركيز الهموجلوبين في الدم – أي فقر الدم – هو السبب، وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية أيضًا قد يكون سببًا.

أما بالنسبة لارتخاء الصمام الميترالي فقد يكون أيضًا سببًا في الشعور بتسارع في ضربات القلب، لكنه يعتبر من الحالات الحميدة جدًّا، وهذه الحالة منتشرة، يقال أن حوالي عشرة بالمائة من عامة الناس يعانون منها، وغالبًا ما يتم اكتشافها بالصدفة، فالحالة في معظم الناس تكون صامتة، أي لا تؤدي إلى أي أعراض، فأرجو أن تطمئني تمامًا، والذي أنصحك به هو مراجعة الطبيب، وذلك فقط لإجراء فحوصات عامة للتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك قوة الدم، وإذا كان هنالك أي ضعف في نسبة الدم أو زيادة في هرمون الغدة الدرقية فهذا علاجه سهل جدًّا.

بالرغم من طلبي لك لزيارة الطبيب إلا أن قناعاتي مرتفعة جدًّا في أن هذه الحالة هي مجرد قلق ومخاوف نفسية وليست أكثر من ذلك، لكن وجد أن الإنسان حين يقوم بإجراء هذه الفحوصات الطبية ويجد النتائج سليمة هذا يمثل دافعاً علاجياً إيجابياً؛ لأن الإنسان حين يطمئن من الناحية العضوية لا شك أن تحمله للحالة النفسية وقبولها كتفسير لحالته سوف يخفف عليه كثيرًا.

الجزء الثاني من سؤالك وهو تخوفك على والدتك .. أعتقد أن هذا جزء من عملية القلق العام الذي تعانين منه، وإن كنتُ أقول أن هذا الموقف هو موقف حميد وموقف كريم أن تكوني شفوقة على والدتك، لكن التطبيقات العملية لهذه الشفقة لتكون أفضل، أن تساندي والدتك، أن تكثري الحوار معها، أن تطمئنيها، ونحو ذلك، ولا داعي أبدًا للخوف والوسوسة والتوتر، فهي - إن شاء الله - قادرة على مواجهة صعوبات الحياة، وهي نفسها أتتها الحالة النفسية نسبة لانشغالها بمن حولها (والدتها، وزوجها، وأخوها) هذا شيء حميد، يظهر أنكم كأسرة تتمتعون بحس وجداني مرهف وحساس، ومثل هذه الخصائص لا نعتبرها مرضًا، حتى وإن كانت متعبة لصاحبها، لكنها تدل على حسن الخلق، على وجود الرحمة والعطف في قلب وكيان الإنسان، وهذه كلها خصال محمودة، لأن بعض الناس يتسمون بقسوة القلب بدرجة مزعجة جدًّا.

أرجو منك أن تجتهدي في دراستك، وأن تتجاهلي هذا القلق وهذه المخاوف تمامًا، وبالنسبة الفحوصات كما ذكرت لك يفضل أن تقومي بإجرائها، وأنصحك بممارسة تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جدًّا، وللتدرب على هذه التمارين يمكنك تصفح أحد مواقع الإنترنت، وحاولي أن تبني علاقات وصدقات مع من حولك من الفتيات، واسعي في هذا الشهر المبارك - شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار - أن تزيدي من الجرعات الإيمانية، فهذا أيضًا يساعدك كثيرًا.

عقار إندرال هو من الأدوية السليمة جدًّا، لكن أنا أفضل حين مراجعة الطبيب أن تناقشي معه هذا الأمر، فربما لا يكون هنالك داعٍ لاستعماله، وربما يستبدل هذا الدواء بعلاج آخر مضاد للمخاوف والقلق والتوترات، وهذه الأدوية كثيرة جدًّا وبسيطة ومعظمها سليمة جدًّا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً