الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معدلي مرتفع وأود إعادة تحسينه، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
دكتور أنا أشكركم من صميم قلبي، وأدعو الله أن أكون مثلكم في يوم من الأيام، لأخدم البشرية، فجزاكم الله خيرا، وسدد خطاكم.

أنا قد أنهيت المرحلة الأخيرة من المدرسة بتفوق والحمد لله معدلي96.7% وأنا من أوائل المقبولين في كلية الطب، والحمد لله، ولكن قبل شهر جاء قرار يسمح للطلبة الراغبين بتحسين معدلهم بدخول امتحان دور2 فسجلت اسمي في الكيمياءE (على الرغم من محاولة تثبيط زميلاتي وقول الناس لي بأنني مجنونة وضحكت المديرة عندما أخبرتها بأني أريد التسجيل).

أنا لا أأبه لهم ، والله يا دكتور هم لا يعرفون أنني لدي هدف منذ سنين وأنا أحلم به وهو أن أكون الأولى على بلدي، ولكن عندما استلمت النتيجة وكنت الثانية على مدرستي حزنت أشد الحزن، وظللت أبكي طوال الليالي، وأصلي وادعو من الله أن أحققه.

حتى بعد أن استلمت النتيجة لم أيأس من رحمة الله الذين طوال السنين أدعوه أن أحقق هذا الحلم.

وعندما جاء قرار تحسين المعدل شعرت أن الله قد بعثه لي لكي أكون على الأقل الأولى على محافظتي ومدرستي، حيث أنه لأول مرة تصدر دولتنا قراراً كهذا.

أنا كنت متأكدة أنني لن أخيب لأني كنت مع الله، فهذا الحلم كان يجري في دمي وكنت أشعر به في كل لحظة أحلم أن أحققه ولو نثرت دمائي على الأرض لن أتراجع عن تحقيقه.

والآن بقيت مدة ستة أيام للامتحان، وقد أنهيت قراءة المادتان والحمد لله، وبدأت بالمراجعة اليوم.

دكتور: أنا أقرأ باليوم11أو12ساعة، ولكن أخاف ألا أحقق حلمي بهذه الدراسة المتواضعة.

أود أن أحصل على100%في كلا الدرسين -إن شاء الله-، (درجتي في الكيمياء93%وE89% وهما أقل درجتان في درجاتي).

فبماذا تنصحني في أيام المراجعة كم ساعة أقرأ؟

أتمنى أن أحقق حلمي لكي يفرح الله تعالى بي ورسوله وأمي وأبي، علما أني كنت الوحيدة في مدرستي لم آخذ مدرساً خصوصياً والله دكتور، فقد قررت مع الله أن مدرسي الأفضل، وحتى الفتاة التي معدلها أعلى من معدلي أخذت جميع الدروس خصوصي حتى التربية الإسلامية وأتمنى لها التوفيق من كل قلبي.

آسفة على الإطالة وأحبكم في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأولاً أهنئك على هذه النتيجة الرائعة، وأسأل الله تعالى أن يزيدك خيرًا وعلمًا ونورًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك بعض الناس الذين حباهم الله تعالى بمواهب ومعارف ومقدرات تجد الواحد منهم يصر على أن ينافس حتى نفسه، ويظهر أنك من هذا النوع.

أنا أقول لك: أسأل الله تعالى أن يبارك فيك وأن يحفظك، وهذا الطموح الرائع يجب أن تهنئي عليه، يجب أن نشد من أزرك، يجب أن نكون محفزين لك، ولا شك أن المردود الإيجابي واضح جدّا في أدائك.

الشيء الآخر ربما يكون مختلفًا قليلاً، هو أنني حقيقة لا أريد أبدًا أن أثبط من همتك، لكن أقول لك: إن الأمر أصلاً كان لا يتطلب أن تدخلي أو تبدئي في هذا المشروع وهو تحسين معدلك؛ لأن معدلك أصلاً حسن، وأنت الحمد لله من الأوائل المقبولين في كلية الطب، وأمر أن تكوني الأولى على الجمهورية لا أعتقد أن هذا شيئًا يتطلب كل هذه المتاعب، فأنت متميزة، لكن المهم بعد ذلك أن تكون رؤيتك هي التميز في دراسة الطب، هذا هو المطلوب وهذا هو الأفضل، لأن الدراسة في المرحلة الجامعية مختلفة تمامًا عن مرحلة الثانوية، نعم نحن نؤمن أن العلم تراكمي، ولا شك في ذلك حتى ما يتحصل عليه الإنسان في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية سوف يفيده مستقبلاً، لكن المحك الرئيسي سوف يأتي بعد ذلك في التميز في دراسة البكالوريوس؛ لأن هذا هو الذي يمهد لك الطريق الحقيقي للتميز وللتفتح، ولأن تسعي للحصول على أعلى الدرجات ومن ثم تكوني في أعلى وأرقى التخصصات.

فإذاً أقول لك: استمري في هذا المشروع؛ لأنك على أبواب الامتحان، لكن لا تيأسي على شيء، لا تأسفي على شيء، ليس هنالك أبدًا ما يدعوك للحسرة إذا لم تحققي هذه الأمنية، فأنت الحمد لله تعالى متوفقة ومتميزة، وكل الذي أنصحك به هو أن تقبلي بكل ما سوف يأتي، لأنه ليس لديك ما تأسفي عليه.

الأمر الآخر -سدد الله خطاك- لا تجهدي نفسك، فقراءة إحدى عشرة ساعة أو اثنتي عشرة ساعة في اليوم حقيقة كافية جدًّا من وجهة نظري، وأنصحك في هذه الأيام أن تأخذي قسطًا معقولاً من الراحة، هذه ربما تكون نصيحة غير متوقعة لديك، لكنها هي المهمة جدًّا، أنت تملكين المعلومة وتملكين كل شيء، فقط يجب أن تعطي فرصة لخلايا الدماغ من أجل الراحة والترميم حتى تستطيعين أن تجيبي بصورة صحيحة، وأعني بذلك بأن لا تجهدي نفسك جسديًا أو نفسيًا بصورة ليست مقبولة أو ربما تكون ذات عائد سلبي.

الأمر الرابع: أريدك أن تدربي نفسك على تمارين للاسترخاء عن طريق التنفس المتدرج:

وأنت جالسة على كرسي مريح أغمضي عينيك، قولي: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فكري في أمر سعيد في حياتك، خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، بعد ذلك أمسكي الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة).

هذا يفيدك كثيرًا، ويمكن أن تخصصي وقتاً لهذا التمرين البسيط، كرريه ثلاث أو أربع مرات متوالية بمعدل مرتين أو ثلاثاً في اليوم، هذا إن شاء الله أيضًا يساعدك كثيرًا.

أنصحك بالتغذية السليمة، ارفعي معدل تناول السكريات؛ فهذا يزيد من طاقاتك ويحسن أيضًا من تركيزك.

قومي بعمل تمارين إحماء رياضية بسيطة لإحماء العضلات وتحسين مستوى ضخ الدم في العضلات والدماغ.

هذه أمور إرشادية بسيطة لكنها ذات فائدة كبيرة.

إذا كنت تحسين بأي شد عضلي أو تسارع في ضربات القلب هنالك دواء يعرف باسم (إندرال) يمكنك أن تتناوليه بجرعة حبة صباحًا ومساءً في هذه الفترة، وحتى وقت الامتحان، فهو سليم جدًّا، ولا يؤدي أبدًا إلى أي نوع من النعاس أو الشعور بالهمدان أو التكاسل.

هذا هو ما أود أن أقوله لك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً