الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أفاتح أهلي بموضوع ارتباط أخي بفتاة تعرف عليها عن طريق النت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه، ولا حرمكم الله الأجر.

ثانياً: أود توجيها منكم ونصيحة عسى الله أن ينفع بها.

أخي تعرف على فتاة عن طريق الإنترنت منذ 5 سنوات وأعجب بها، والآن قرر أن يرتبط بها.

أنا لم أكن أعلم بهذه العلاقة إلا قبل 3 أشهر من الآن عندما طلب مني أن أساعده كي يفاتح الأهل في الموضوع، وأنتم تعلمون كيف هي نظرة المجتمع للارتباط بهذه الطريقة، فهو محتار كيف يفاتح الأهل بالموضوع؟ وخصوصاً أن الوالدين لا يقتنعون أبداً بما يسمى تقنية.

هو قال سأصارحهم بالموضوع مباشرة ولكن أنا لم أحبذ هذه الفكرة لأنهم سيعارضون وبشدة، وأنا أيضاً لا أريد أن تتضرر الفتاة من هذا الموضوع في المستقبل.

أريد أن ترشدوني إلى طريقة نفاتح الأهل فيها بالموضوع.

وجزاكم الله خيرا.

أتمنى أن أجد عندكم الجواب في أسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بقية من أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يحفظ أخاك وأن يرزقه الزوجة الصالحة.

بخصوص ما سألت عنه -أيتها الفاضلة- فأنوه أولا قبل الحديث عن الطريقة التي بها يخبر أخوك الأهل، أن نقف أولاً عند الفتاة، أن نتأكد من دينها ومن أخلاقها.

إن الزواج عن طريق النت ليس مذمة كما ليس ممدحة، وقد يكون يشبه إلى حد كبير فكرة الخاطبة التي انقرضت، والسؤال أولا: هل هذه الأخت ممن توفرت فيها شروط الزوجة الصالحة من دين يعصمها وتدين تسير عليه؟

وهذا يتطلب من الأخ السؤال أولا عنها وعن أخلاقها، وليس من المقبول أن يجعل قولها مسلما يأخذ به، بل عليه أن يتبين صدقها، وللعلم -أختي الفاضلة- إن عدم تبينه سيكون أمرا مقلقا له بعد الزواج ولو كانت الأخت من أطهر النساء، لأن الشيطان سيتسرب من خلال هذا الثغرة ليجعل حياته ربما جحيما لا يطاق.

فإن تأكد من تدينها وصدقها فعليه أن يتبع الخطوات التالية:

أولا: أن يستخير الله -عز وجل- بأن يركع ركعتين يقول بعد السلام منهما: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وأسألك من فضلك العظيم، فأنت تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ " ويسمي الزواج بهذه الأخت " خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.

2- يجوز له أن لا يخبر أنه تعرف عليها عن طريق النت، وله أن يقول تعرفت عليها عن طريق بعض الناس ويقصد الناس الذين سألهم عنها وتأكد منهم أنها ذات دين وخلق.

3- عليه أن يسلم بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن الخير فيما اختاره الله -عز وجل-، فإن تم الأمر فهذا هو الخير، وإن جاء على غير ما يشتهي فهذا هو الخير، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

وفي الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يقدر له الخير وأن يرزقه امرأة صالحة تقية نقية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً