الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في بناء طابق فوق بيت أمي لأبقى بجوارها وزوجتي ترفض!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توفي أبي رحمه الله قبل شهرين, وتعيش أمي وإخوتي الثلاث في البيت، وبعض الأحيان يخرجون كلهم من البيت لغرض العمل أو الدراسة، وتبقى أمي وحيدة في البيت عدة ساعات, أنا متزوج وأريد أن أشيد طابقا ثانيا فوق الطابق الذي تعيش فيه أمي لكي نبقى بجوارها نبرها ونؤنسها، ولكن زوجتي ترفض هذا الموضوع.

لقد حاولت معها مرارا وتكرارا، ولكنها متعنتة مع العلم أنها ستكون مستقلة في بيتها تماما, نحن نعيش في الغربة في بلد عربي، وأرغب أن نبقى أنا وإخوتي وأمي بجانب بعضنا بعضا.

الرجاء أفيدوني ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل سوء.

أخي الفاضل إن من أوجب الأمور الشرعية التي فرضها الإسلام عليك برك بوالدتك، ولا يوجد عذر في الحياة يحول بينك وبين ذلك، وهي باب من أبواب الجنة لك وبرها فيه مرضاة لله عز وجل، كما أن عقوقها فيه غضب لله، والجزاء من جنس العمل، فكل ما تعمله معها من خير تجده في أولادك إن شاء الله.

لكن هذا لا يعني أن تدمر بيتك أو أن تأتي بزوجتك كارهة إلي البيت الذي تقيم فيه والدتك؛ لأن الإكراه ساعتها يقلب الحياة إلي جحيم، ولكن عليك بالهدوء، وأخذ الأمر بشيء من التعقل وفق الضابط التالي:

- هل تواجدك في البيت هو ما تريده أمك وما يرضيها أم يمكنك أن تجمع بين الأمرين وتكون أمك راضية وتكون بارا بها كأن يكون البيت الذي تسكن فيه قريبا منها أو ما شابه؟ فإن كان فالحمد لله وإن لم يكن وكان وجودك حتما وضروريا فعليك بما يلي:

أ- الجلوس مع زوجتك وإعطائها الأمان التام لتتحدث عن مخاوفها وعن الأسباب التي تجعلها ترفض، فإذا عرفت الأسباب هان عليك إن شاء الله إزالتها أو التخفيف من حدتها.

ب- كل زوج يعلم ما تسر به زوجه من هدايا أو عطايا، أو بر لأهلها أو ما شابه، عليك حينئذ أن تمنيها بخير تفعله، وأن تحسن إليها فالمرأة أسيرة الإحسان.

جـ ـ للتأثير الديني دوره الذي لا ينبغي أن تتغافله فذكرها بالله، وذكرها بأنها أم والجزاء من جنس العمل.

د- لا بأس أن تدخل في الموضوع عقلاء من أهل الحكمة والدين ليتدخلوا ولو كانوا من أهلها فهذا خير، وإن لم تيسر فمن أهل الصلاح ممن تثق بهم زوجتك.

هـ استعن عليها بالدعاء إلى الله عز وجل أن يشرح صدرها للأمر، فالدعاء سهم صائب، والله أمرنا به وسبحانه يغير من حال إلى حال.

أخي الحبيب استخدم كل الوسائل المتاحة لإقناع زوجتك دون التقاعس عن برك بوالدتك فبرها فرض وواجب نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً