الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخطأت بتركي لمحادثة إنسان يريد الالتزام وتطبيق السنة؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد من فضيلتكم إسداء النصح في ما يتعلق بقصتي هذه:

منذ سنتين تقريبًا كنت أتحدث إلى شباب عن طريق الإنترنت, ولكن الله يعلم أني لم أكن أتكلم عن حب, أو أي مواضيع خارجة عن حدود الأدب, وكان منهم من يريد رؤيتي إما بالكاميرا, أو بإرسال صورتي له, أو سماع صوتي في المايكرفون, ولكني رفضت رفضًا شديدًا, ولم أوافق أبدًا؛ لأني كنت أعلم أنه لا يجوز لهم رؤيتي, وقد زين الشيطان لي أنني طالما لا أحدثهم بشيء حرام فهو أمر عادي, ولا مانع إذن من المحادثة في هذه الحالة, ومنذ شهرين تقريبًا علمت بالدليل من كتاب الله أنه لا يجوز اتخاذ أخدان, وفي هذا الوقت لم يكن لدي سوى شاب واحد فقط هو الذي أتحدث إليه باستمرار, وهو ليس عربيًا, ولكنه مسلم, وعندما علمت بأنه لا يجوز محادثته أعلمته بالأمر, وقلت له الدليل, وقال لي: إنه مقتنع تمامًا بهذا بعدما عرف, فهو في بلد معظم أهله كفار, وهو أخبرني قبل ذلك بأن إيمانه ضعيف, ولكنه بدأ بتعلم العربية والقرآن - على حد قوله - ولاحظت بمرور الأيام إعجابه الشديد بي؛ لأني أقرأ القرآن يوميًا - على حد قوله أيضًا –.

وعندما أخبرته أنه يجب ألا نتحدث مرة أخرى؛ لأنه حرام, طلب مني حينها الزواج, وعندما فاتحت أمي بهذا الموضوع رفضت لأسباب كثيرة, منها أنه ليس من بلدنا, وليست له عادتنا, وأنه لا يمكن معرفته جيدًا, هل هو إنسان جيد أم لا؟ فأخبرته بذلك وأن أمي رفضت الموضوع, ومن وقتها لم نعد نتحدث ثانية, وقد فعل ما طلبته منه وهو ألا نبقى أصدقاء, وألا نتحدث مرة أخرى, إلا أنه من يومين طلب إضافتي مرة أخرى, وقد رفضت طلب الصداقة الذي أرسله لي, فهل ما فعلته من رفض الزواج به كان سليمًا أم أنني كان يجب علي أن أعطيه الفرصة, خاصة وأني كنت أشعر أنه شخص يريد الالتزام؟ وقد قال لي إنه يريد اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنني أعلم أن الجو المحيط به لم يكن يساعده على ذلك, فأنا في حيرة من أمري, هل إذا عاود ذات يوم وطلب نفس الطلب مرة أخرى هل أعطيه الفرصة أم لا أعطيه؟ علمُا أني أخاف من أني إذا أعطيته الفرصة أن يعود لينتقم من رفضي له بالمرة الأولى, وأنا أيضًا أحس أنه ليس من هذا النوع, فماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه.

أختنا الفاضلة: لقد أحسنت حين استشرت أمك في ذلك, وقد أحسنت أمك بالجواب الواقعي الذي يفضي إلى صعوبة الأمر, بل إلى الاستحالة، وكم كنا نود منك - أختنا الفاضلة – أن لا تقعي فيما وقعت فيه من خطأ فإن هذا أمر محرم, وعليك التوبة من الأمر, وننصحك - أيتها الفاضلة - بعدة أمور:

أولاً: عليك التوبة الصادقة التي لا تعرف التردد مما فعلت, والعزم على عدم العودة إلى ما كان يحدث.

ثانيًا: نرجو منك تغيير إيميلك, وحذف الإيميل الذي يعرفه هذا الشاب وفورًا.

ثالثًا: غلق باب الشيطان عن التفكير في هذا الشاب, فقد أخبر الله عز وجل أن الشيطان يسير لابن آدم عن طريق خطوات تسلم بعضها إلى بعض, فقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان" ومن خطوات الشيطان محاولة الإيحاء إليك بأنك لو تركتِه فسيفسد حاله, أو يضل عن سواء الطريق لعدة أسباب أهمها:
أنك لست مسؤولة شرعًا عنه, ولن تحاسبي عليه, بل ستحاسبين قطعًا عن نفسك، وأنت لا تدرين - أيتها الفاضلة - صدقه من كذبه, والتجارب تخبر أن أكثر هؤلاء يتلاعبون بعواطف الفتيات.

أغلقي الباب – أختنا - فالواجب عليك شرعًا تحصين نفسك من كل شر.

رابعًا: الإكثار من النوافل, والأذكار, والاستغفار, فإن الحسنات يذهبن السيئات, كما قال تعالى.

وأخيرًا – أختنا -: نود منك توثيق العلاقة بينك وبين والدتك, فهي أحنّ الناس عليك, وأصدقهم نصيحة لك.

ونحن سعداء بتواصلك معنا, والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً