الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني إغماء كلما تضايقت أو أرهقت نفسي..فهل هو مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة إغماء منذ سنتين ونصف، وعمري الآن 16 سنة، منقطعة عن الدراسة بسبب حالة الإغماء التي تأتيني صدفة، وتذهب فجأة، ولكن تأتيني إذا تضايقت، أو غضبت، أو أرهقت نفسي، وأجهدت نفسي بمذاكرة.

عملت فحوصات تخطيط للقلب، والمخ وكل شيء تمام -الحمد لله-.

قبل أن يغمى علي أحس بحر، وتوتر، ودقات قلب سريعة، لكن ليست كل مرة تشتد هذه الدقات، وإذا أغمي علي أحس بمن عندي، وأسمعهم، ولكن عيوني لا أستطيع فتحها، ولا أستطيع النطق.

قرأت عن الأمراض النفسية، وقلت يمكن أن يكون إغماءً هستيريا، لكن لا أعرف أنتم تعرفون أكثر -إن شاء الله-.

أغمي علي مرة، وأنا بالدرج وأيضا لحالي، وكان بيدي كأس، -والحمد لله- ما تضررت يعني الذي عندي يقول:طيحتك تخوف، والدرج كان عاليا، لكن ولم أحس بشيء، ولما أقوم أعرف الذي عندي، وأرجع طبيعية تستمر الحالة شهرا، وتذهب، وترجع لي مرة ثانية في اليوم يمكن ثلاث مرات.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، -أيتها الفاضلة الكريمة- هذا النوع من الإغماء الذي يحدث خاصة في مرحلتك العمرية كثيرا ما يكون نفسي المنشأ، بمعنى أن الإنسان إذا كان متضايقا، وتعرض لضغوطات نفسية، أو اجتماعية حتى لو كانت بسيطة تجد أن بعض الناس يكون عنده القلق وعدم الارتياح الداخلي لديهم يتحول إلى عرض جسدي.

والإغماء هو من هذه الأعراض الكثيرة المعروفة، لكن أنا لا أؤيد أبدا أن يشخص الناس أنفسهم يعني ما يلجأ إليه البعض بأن يقول أنه يعاني من حالة نفسية، أو أنه يعاني من حالة هستيرية، هذا ليس صحيحا، ولا أريدك أبدا أن تبني مثل هذه المفاهيم هذه التشخصيات يجب أن تترك للأطباء المختصين، أنت قمت بإجراء الفحوصات الضرورية الخاصة بالقلب، والدماغ وكلها -الحمد لله- سليمة، وهذا أمر مبشر جدا.

أرى أنه من الأفضل لك أيضا أن تذهبي للطبيب النفسي، والأطباء النفسيين متواجدون، وهم كثر جدا في المملكة العربية السعودية، اسألي في أقرب منطقة، أو مدينة تعيشين فيها عن المكان الذي به خدمات نفسية ،واذهبي وقابلي الطبيب، ووضحي له كل التفاصيل المتعلقة بهذا الذي يحدث لك من إغماء وتوتر، وسوف يسألك الطبيب أسئلة كثيرة جدا متعلقة بالتنشئة، والدراسة، وحياتك الاجتماعية، ومن خلال ذلك -إن شاء الله تعالى- يحدث لك ما نسميه بالتنفيس النفسي، أي كلما في داخل نفسك من خواطر حين تخرج هذا في حد ذاته علاج، وفي نفس الوقت يساعد الطبيب على الوصول إلى التشخيص الصحيح.

عموما أنا متفائل جدا، وأعتقد أن حالتك -إن شاء الله- حالة بسيطة عرضية، والجانب النفسي فيها لا يمكن أن نستبعده، وهو الغالب، لكن ذهابك للطبيب أعتقد أنه مفيد وجيد، ومن ناحيتك حاولي أن تتجاهلي هذه النوبات، وحاولي أن تركزي على دراستك، وتكّوني صداقات جيدة مع الفتيات الصالحات، واحرصي في أمور دينك وانظري للمستقبل بأمل، ورجاء بر الوالدين يقوي الإنسان نفسيا، ووجدانيا ومعنويا، فهذا من الأمور التي أوصيك بالحرص عليها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً