الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نرضى بالخاطب الأول أم الثاني؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على موقعكم المتميز, وأنا أثق بكم كثيرًا, وكلما شعرت أن هناك أمرًا أشكل عليّ لجأت إليكم بعده سبحانه وتعالى.

أنا فتاة عزباء, أبلغ من العمر 25 عامًا، أختي الصغرى تبلغ من العمر 23 عامًا, تقدم لها خاطبان :
الأول: شاب يبلغ من العمر 27عامًا, جامعي, من نفس الجنسية, من نفس القبيلة، معروف الأهل والشخصية, خلوق, أقرب إلى التدين, لكنه يسكن في وطننا (اليمن), ونحن نسكن في السعودية, وقال: إنه سوف يخطب أختي, وبعد الخطبة سوف يشتري تأشيرة دخول للسعودية, وسوف يعمل في البلد الذي نسكن فيه حاليًا, حالته المادية متوسطة أقرب إلى الضعيفة, مستقبله غير واضح, وأختي قد رفضته نظرًا لاستخارات عدة, وهي تقول: إنها تخاف غدًا إن ارتبطت به أن تقصر في حقه, وتتذمر من وضعه, علمًا أنها استخارت, وتقول: لا يمكنني الارتباط به, ورفضته.

الثاني: شاب يبلغ من العمر 27 عامًا, مطلق, ليس له أطفال, حاصل على شهادة الثانوية, من جنسية سعودية, قبيلي, غير معروف الأهل والشخصية, لا نعرف شيئًا عن أخلاقه ولا تدينه, ونحن نسكن في الجهة الشرقية من المملكة, وهو يسكن في المنطقة الغربية منها, حالته المادية ممتازة, فهو صاحب مؤسسة معدات ثقيلة, وقام بصنع تجارته الخاصة بنفسه, غير مدخن، مصلٍّ, ولكن ليس كل الفروض في المسجد, نظرًا لطبيعة عمله, طلّق زوجته بسبب مشاكل عائلية, وعدم توافق من الناحية النفسية, فهو لم يرها النظرة الشرعية علاوة على أنهما كانا لبعض منذ الصغر (ابنة العم لولد العم ), فقدم رضا والديه, ولكنه استمر معها قرابة السنة والنصف, ثم انفصلا بسلام, وقد عرف أختي عن طريق خالته التي هي صديقة لمعلمة أختي.

معلمتها قرابة 3 سنوات, وهي بمثابة الأخت الكبرى لها, تقول: إن الخاطب طلب مواصفات تنطبق على أختي سواء من الناحية الشكلية, وكذلك الشخصية, فهو يرغب بمتعلمة, ولها باع في العمل التطوعي, ومحافظة, إضافة أنه اشترط مصدر ثقة ( معلمتها ) حتى يطمئن لهذه الزيجة.

أختي ترغب بالثاني, وأهلي يرغبون بالأول, وما يجذبها للثاني حالته المادية الممتازة, وبعد فهي لا تريد الزواج من داخل القبيلة تجنبًا للمشاكل.

أهلي يتعللون بعدم قدرتهم على السؤال, وأنه ليس هناك ما يضمن صحة المعلومات, فأغلقوا الموضوع برمته, ولكن أختي متضايقة, وتقول: اسألوا عنه, ثم دعوا لي الاستخارة, وعندها سأقرر, ولا تقفلوا الموضوع فورًا, فبماذا تنصحوننا؟
هل نسأل عن الخاطب الثاني ونوافق عليه ونرفض الخاطب الأول؟

أفيدونا مأجورين فنحن في عائلتنا لم تحدث زيجة خارج إطار العائلة إلا في حالات نادرة.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadeejah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فمرحبًا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

لا شك - أيتها الأخت - بأن من حق الفتاة أن تختار الرجل الذي سيشاركها حياتها، ولا ينبغي لأوليائها أن يمنعوها أن تتزوج بالكفؤ من الرجال إذا تقدم لها، وهذا الرجل الذي ذكرتِ عنه من الأوصاف حسن، فهو كفؤ لها.

ومن ثم فنصيحتنا لكم أن تعينوها على أن تتزوج بالشخص الذي ترتضيه، فتحصل عفة نفسها، وهي صاحبة القرار في هذا ما دامت تتخذ قرارًا سليمًا، والسؤال عن هذا الشاب أمر سهل هين, لا سيما وأنه بالوصف الذي ذكرتِ من كونه صاحب شركة، فمعرفة أخباره والسؤال عن عنوانه أمر سهل يسير.

ومن ثم فنحن ننصحكم بأن تبذلوا قصارى جهدكم في إعانة هذه الفتاة, وتسهيل أمور الزواج لها، وإرشادها إلى ما هو من مصلحتها، وما دامت قد رغبت في هذا الشاب ورأت فيه الصفات التي تحبها، فينبغي أن تكونوا عونًا لها في ذلك، إلا إذا رأيتم ما يدعو إلى رده ورفضه، فحينها ستقتنع هي أيضًا معكم.

وكونه من غير القبيلة, أو من غير البلدة التي أنتم منها ليس بمانع مقبول من التزوج به، فابذلوا وسعكم في محاولة إقناع الأب, وإظهار الحكم الشرعي في هذه المسألة, وأنه لا يجوز منع الفتاة من التزوج بالرجل الكفؤ لها، وأن هذا اعتداء على حقها, وظلم لها، وربما فاتها الزواج بالشخص الذي ترتضيه, ولم تجد بعده مثله، فيكون في ذلك إفساد لحياتها.

حاولوا أن تطرحوا هذه المعاني على الأب، وأن تستعينوا في التأثير عليه بكل من له كلمة مسموعة عنده، وأكثروا من الدعاء بالخير لهذه الفتاة ولأنفسكم عمومًا.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لكم الخير حيث كان ويرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً