الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلبي يهوى خطيبتي وعقلي يخاف من سوء تربيتها.. فأرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من قلق دائم، وتوتر، ووسواس، لا أدري هل هو وسواس أم ماذا؟

تعرفت على فتاة منذ سنوات ما يقارب 5 سنوات حصل بيننا مشاكل كثيرة سببها أن البنت لم تكن منضبطة بسبب صغر سنها في مرحلة المراهقة، وبسبب الحرية في أسرتها، والدلال من والدتها، والحرية التامة، وهي قريبة لي ( بنت خالي ) أصبح عمرها 18 عاما، وأصبحت أكثر نضجا، وعدتني بأن تتغير وتصبح أكثر انضباطا عما كانت.

لا أدري ماذا أقول؟ أنا أحب الفتاة كثيرا، ولا أستطيع أن أتخلى عنها، والسعادة تملأ قلبي عندما أراها، أو أتكلم معها.

تكلمت مع أبي بأن يخطب لي الفتاة حتى أضمنها، فرفض أولا .. وبعدما رأى حالتي راجع نفسه، ووافق أن يخطبها لي بشكل رسمي، وفي المحكمة لكن! عندما أصبح الموضوع جدي للغاية، وقلت لها إن والدي وافق فرحت كثيرا، ووعدتني بأن لا يكون مشاكل بيننا وأن نعيش فترة خطوبة جميلة، لكن في هذه الأيام يصيبني الخوف، والتوتر، والوسواس، هل سأندم؟ هل سيحصل شيء؟ هل يصدر منها شيء لا يعجبني بعد ارتباطي بها بشكل رسمي؟

هل بعد الخطوبة ستقترب المسافات أكثر بيننا وتصبح أكثر انضباطا؟ وبالنسبة لي أنا هل أكتفي بحبي لها دون خطوبة؟ هل أربط نفسي من هذا الوقت قبل أن تضيع البنت، وترزق بشاب غيري، أم أبقى مرتبطا بها لسنتين أو ثلاثة قبل الزواج؟ هل فترة الخطوبة ستكشف لي أشياء أندم أني تقدمت لهذه الخطوبة؟

صراع قوي في داخلي أحب الفتاة كثيرا، لكن الخوف والتوتر يلازمني، ولا يفارقني أبدا.

أرجو المساعدة، صليت استخارة، ثم حلمت حلما عاديا واستيقظت من النوم مرتاحا، لكن لا ادري ربما لأني أريد الفتاه، وحبي لها كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نضال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أيها الفاضل الكريم أنت تحاول أن تقنع نفسك بأن هذه الفتاة جيدة، ويمكن أن تتخذها زوجة للمستقبل، وفي ذات الوقت يدور بخلدك على الأقل على مستوى العقل الباطني، والشبه الظاهري في أن سلوكيات الفتاة الماضية لم تكن تعجبك، وجعلتك لا تطمئن نحو المستقبل إذن هنا حالة من حالات التناقض انجذاب عاطفي، ووجداني، ويمكن أن نسميها حبا، وفي ذات الوقت هناك عدم طمأنينة.

الإشكالية في مثل هذه العلاقات التي تبدأ مبكرا أن الإنسان يتصيد الأخطاء، ويتصيد المحاسن، بالنسبة للطرف الآخر، لكن بعد فترة تجده يبحث عن المحاسن فقط، ويتناسى الأخطاء، والعيوب هذه ليست مرفوضة من الناحية النفسية حتى إن كان فيه شيء من خداع النفس إلا أن الإنسان إذا عزم وصمم، وكان جادا في هذه العلاقة، ويريد بالفعل أن يتزوج، فلماذا لا يتخذ هذه الخطوة.

حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها، أعتقد أنها ناشئة من طبيعة العلاقة ذاتها، وسنك وكذلك سن الفتاة.

أيها الفاضل الكريم: أي فعل يقوم به الإنسان لا بد أن يكون مبنيا على أهداف، ولا بد أن تكون له مدخلات صحيحة حتى تأتي النتائج، والمخرجات كذلك صحيحة، أنت خطوت خطوات كبيرة نحو الزواج من هذه الفتاة، والدك الآن وافق، وأنت استخرت، وقلت أنك شعرت بارتياح ما دمت قد خطوت هذه الخطوات أنا أرى أن تستمر في خطبة الفتاة بشرط أن يعقد للزواج، وأن يكتمل الزواج في أقرب فرصة ممكنة؛ لأن الاستمرار في فترة الخطوبة، وجعلها طويلة هذا ليس من الصالح، وهو خطأ من الناحية الشرعية، وفي ذات الوقت سوف يجد لك الكثير من الوساوس، والترددات، والقلق.

أنا لا أريد أن أختار لك الطريق الذي تسير عليه؛ لأن أمر الزواج هو أمر شخصي جدا، ولكن من سياق ما ذكرته أرى أن هذا هو الحل وهذا، هو الذي يجب أن يكون، لكن هذا لا يمنع أبدا من أن ترجع لوالدك مرة أخرى، وتناقشه حول مخاوفك حول تردداتك تحدث أيضا مع أخواتك، أو أحد قريباتك حول الذي تمر به، وأنا أؤكد أنك سوف تجد نصيحة جيدة، ومحترمة ومتوازنة جدا من جانب الأب، وكذلك من جانب قريبتك؛ لأن النساء يعرفن بعضهن البعض أفضل مما نتصور هذا هو الذي أنصحك به، وحالة القلق، والتوتر هي مرتبطة بحالة عدم الاستقرار التي تعيشه وإن اتخذت القرار الصائب.

أعتقد أن الذي بك سوف ينتهي وينقشع، من المهم جدا أن لا تصرفك هذه الظروف النفسية، والعاطفية عن دراستك، وعن التواصل الاجتماعي، الاجتهاد في أن تؤدي الصلوات في وقتها مع الجماعة، كن حريصا على تلاوة القرآن، اجعل لك وردا يوميا، الدعاء، الأذكار، معينات كبيرة، ومهمة جدا، الرياضة نحن ننصح بها كثيرا للشباب عامة، وللذين يعانون من القلق، والتوتر خاصة.

نسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً