الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحمية بعد الحمل متى؟ وكيف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حامل في الشهر التاسع - والحمد لله – وقد زاد وزني في الحمل بصورة كبيرة, حيث كان وزني قبل الحمل 65, وأصبح الآن 100 كيلو, وأريد أن أبدأ في حمية بعد الحمل, وفي ممارسة الرياضة بعد الحمل, مع العلم أن الولادة ستكون قيصرية - بإذن الله - فمتى أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ وهل من تأثير للحمية على الرضاعة الطبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بالفعل - يا عزيزتي - إن وزنك قد زاد بدرجة كبيرة عن الحد الأقصى المسموح به في الحمل, والذي هو بحدود 15 كلغ, حيث إن الزيادة الطبيعية والمقبولة في الحمل تتراوح ما بين 11-15 كلغ.

وبالنسبة لك: فهذا يعني بأن هنالك حوالي 20 كلغ إضافية عن الحد الأعلى, وهي عمليًا عبارة عن شحوم توضعت في جسمك؛ لذلك يلزمك نظام غذائي جيد ومتوازن, ليساعدك على التخلص من هذه الزيادة, لكن بالتدريج وبشكل لا يؤثر على الرضاعة.

إن حاجة السيدة - التي تريد المحافظة على وزنها – من السعرات الحرارية خلال الحمل والإرضاع, تحسب عن طريق: ضرب وزنها محسوبًا بالباوند أو الرطل بالرقم 13, ثم يضاف إلى الناتج رقم 500, وهي عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجنين أو الرضيع.

مثلًا – للتسهيل -: إن كان وزن السيدة 100 باوند, فإن حاجتها من السعرات الحرارية - للمحافظة على نفس الوزن, وهي ليست حاملًا أو مرضعًا -ستكون 1300سعرة حرارية فقط, أما إن كانت حاملًا أو مرضعًا فإن هذه السيدة نفسها سترتفع حاجتها لتصبح 1800سعرة حرارية.

فإن أرادت أي سيدة خفض وزنها: فعليها: إما أن تتناول عددًا من السعرات أقل من حاجتها, ويجب أن تحسب حاجتها حسب القاعدة السابقة, أو أن تقوم بنشاط جسدي إضافي بحيث تستهلك سعرات حرارية أكثر, والأفضل دمج الاثنين, أي: تقليل السعرات الحرارية المتناولة إلى ما دون حاجة الجسم, مع اتباع نشاط رياضي يومي معقول.

وعلى سبيل المثال أيضًا أقول لك: إن أنقصت يوميًا ما مقدراه 500 وحدة حرارية عن ما يحتاجه جسمك يوميًا من السعرات - وهو ما يعادل شطيرة من الهمبرغر - فإن وزنك سينقص بمعدل 2 كلغ كل شهر, وإن ضاعفت هذه الكمية, أو قمت بنشاط رياضي يومي لمدة ساعة, فإن الخسارة ستكون مضاعفة, أي: 4 كلغ كل شهر, وهذه الخسارة في الوزن هي خسارة حقيقية, أي: هي عبارة عن دهون تخلص منها جسمك, وليست سوائل, وبهذا وخلال 5 إلى 6 أشهر يمكنك أن تستعيدي وزنك قبل الحمل - إن شاء الله -.

إن اتباع هذا النظام التدريجي - أي تقليل 500 وحدة حرارية يوميًا, مع ممارسة الرياضة يوميًا لمدة ساعة - يمكن البدء به بعد الولادة بأسبوعين - إن أردت - حيث سيكون جرح القيصرية قد التئم - إن شاء الله - ولأن هذا النظام هو نظام بسيط, فإنك ستتمكنين من المواظبة عليه, كما أنه لن يؤثر على إدرار الحليب, بل على العكس قد تجدين أنك ازددت نشاطًا وحيوية بسبب نشاط الدورة الدموية في الثدي؛ ومن ثَمّ ازداد إدرار الحليب - بإذن الله تعالى -.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً