الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شفيت من الرهاب وأصبت بالوسواس!!

السؤال

أولاً: أشكركم على الموقع الرائع، جزاكم الله كل خير لمساعدتكم الناس.
أنا عمري 34 سنة، سابقاً كنت مريضاً بالرهاب الاجتماعي، وبحمد لله ثم بمساعدتكم شفيت عن طريق دواء سيروكسات، لكن ما حدث معي بعدها أنني أصبحت مصاباً بالوسواس، وهو أني أكرر الكلام كثيراً بداخل رأسي، مع أني أعرف أنه تافه، ولكنه غصب عني، حتى أحيانا أتمنى تفجير رأسي.

أيضاً: تأتيتي حالات توتر فجأة دون سابق إنذار، تتمثل في ضيق تنفس، وتسارع دقات القلب، وصداع، واختلال في التوازن، وارتعاش بسيطٍ في جسدي، وضيق الصدر، وخوف شديد، وبطريقة لا إرادية تلتف ساقي حول ساقي، خصوصاً عندما أكون في مطعم، حتى الرؤية تُصبح خفيفة عندي، وأريد أن أهرب من المكان الذي أجلس فيه، ويقل عندي التركيز، وخصوصاً عندما أكون جالساً مع الناس، وهذا يجعلني أكره الحياة، ومتشائماً، وعندما أذهب فإني أرتاح ، لكن في نفس الوقت أكره الحياة وأصبح متشائماً، ولكن عندما أنام أصحو من النوم فجأة، وكأن شيئاً يمكث على صدري.

الآن ما يحصل لي نفس الأعراض، وخصوصاً وقت الظهر بعد أن أصلي، وأكثر من مرة، والذي يقتلني أنني أصبحت أتوقع هذه الأعراض كل يوم، ونتيجة التوقع تأتيني الأعراض، وبعد ساعة تذهب، وهذا أتعبني كثيراً، فلماذا بعد الظهر تأتيني الأعراض ثم تزول ؟ ولا أعلم هل هذا هو نتيجة التوقع أم وسواس، أم فعلاً هو مس أو سحر!؟

أنا عمري 34، وأريد أن أخطب، وأنوي هذا بعد شهر، ولكني أخاف أن أجلس مع الناس في صالة الأفراح، وأخاف أن تأتيني هذه الأعراض فجأة.

أنا أعمل في الأمارات، موظف إداري، أريد أن أكمل نصف ديني، فأنا إنسان وبي شهوة، ولا أريد أن أفعل الحرام، وكل خوفي أن تأتيني الأعراض، أرجوكم ساعدوني، فإن الخوف دمر أعصابي، تعبت كثيراً كثيراً، أحيانا أتمنى الموت؛ لأنه قهرني وذلني، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن استشارتك هذه لابد أن ننظر إليها كمكملة لاستشاراتك السابقة، حيث إن الموضوع واحد في نظري، وهو أنه لديك قابلية أو استعداد لأن تأتيك الأعراض النفسية بعد التوقف من العلاج الدوائي، وهذا يفسر إما أنه لديك قابلية شديدة أو أنك لا تهتم كثيرًا بالتدابير الحياتية التي يغير الإنسان من خلالها نمط حياته، ويكون أكثر إيجابية ويُحسن إدارة وقته.

أيها الفاضل الكريم: أنت الآن تعاني من أعراض قلقية وسواسية، مع وجود مخاوف، وارتباطها بوقت معين من اليوم، أعتقد أن هذا مجرد نمط وسواسي وناتج من القلق التوقعي الذي تعاني منه، وحقيقة أنصحك بأن لا تنزعج، هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: تذكر أنك إنسان فعال، وحتى وإن وجدت أعراضاً، وليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الزواج، بل الزواج - إن شاء الله تعالى – فيه الكثير من الحلول للصعوبات النفسية التي تعاني منها، وأنا أقول لك لابد أن تركز كثيرًا على ممارسة الرياضة، وعلى تطبيق تمارين الاسترخاء، اجعلها نمطاً أساسيًا في حياتك، وسوف تحس بفائدتها.

في الوقت الحاضر أرى أن ترجع لتناول الدواء، وأعتقد أن حالتك هذه تستفيد كثيرًا من الجرعات الوقائية، والجرعات الوقائية حتى وإن امتدت لسنتين أو ثلاث لا بأس في ذلك أبدًا، لأن النضوج النفسي في بعض الأحيان قد استغرق وقتًا، فارجع وتناول الزيروكسات، هو دواء طيب وممتاز، وركز على التغيرات والإرشادات السلوكية التي تحدثنا عنها.

جرعة الزيروكسات عشرة مليجرام فقط – أي نصف حبة - تناولها يوميًا لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا، تناولها لمدة عام، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر (مثلاً) ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

في بعض الأحيان قد يكون عقار بروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) أفضل؛ لأن البروزاك بالرغم من أن فعاليته في علاج المخاوف ليست شديدة لكنه يتميز بأن له إفرازات ثانوية تظل في دم الإنسان لفترة طويلة، ولا تحدث منه أي آثار انقطاع.

هذه معلومة وددت أن أذكرها لك، لأن الإنسان حين يعرف أن هنالك خيارات أخرى هذا يريحه نفسيًا، لكن في الوقت الحاضر أعتقد أن الزيروكسات سيكون حلاً جيدًا بالنسبة لك، مع ضرورة التدعيم السلوكي، وأرجو أن تعيش دائمًا على الأمل والرجاء – هذا مهم جدًّا – وأقدم على الزواج، ليس هنالك ما يمنعك أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً