الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون التقليل من الأكل مع سد احتياجات الجسم؟

السؤال

السلام عليكم

أحسن الله عملكم، وزادكم علماً وأجراً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

كيف أقلل من الأكل وأستوفي حاجة جسمي؟ فإن الجسم يحتاج للكثير من الفيتامينات والمعادن، خاصة أنني أعدو، وأمارس الكثير من الرياضيات، ولم أتوقف إلا بسبب إصابة، وسأعود بإذن الله، بعد العلاج.

أتمنى أن توضحوا كيف يكون التقليل من الأكل مع أخذ الجسم لحاجته، بالنسبة للرياضي وغير الرياضي.

وفقكم الله وسدد خطاكم، وجعلكم من سكان جنة النعيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي الفاضل، عافانا الله وإياك وسدد على طريق الخير خطانا وخطاك بحوله وقوته، إن أمة الإسلام أمة وسط، لا تعرف الإفراط ولا تعرف التفريط، لا الإكثار جيد ولا الإقلال جيد، والعبرة بالكيف وليس بالكم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرته، فإنما علمه ربه، ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

لفظة لقيمات معبرة وذات دلالة عظيمة، وهو تصغير للقمة، وهي قطعة الخبز أو ما يؤكل صغيراً، وهي توحي بالأكل القليل المغذي، وليس الجلوس على ربع خروف، وصحن أرز، كأننا في معركة أو كأننا أسود تهجم على الفريسة لتلتهمها.

جسم الإنسان يحتاج الى ما خلق الله من الطعام الصحي، وهو مكون من النشويات، والسكريات بنسبة 50% تقريباً، والبروتينات سواء حيوانية أو نباتية بنسبة 15% تقريباً، والدهون بنسبة 35 % والفيتامينات والأملاح المعدنية بنسب منضبطة، لا إفراط ولا تفريط.

يحصل جسم الإنسان على الوقود من النشويات والدهون، ويحصل على المواد الخام لبناء العضلات، وما تهدم من الخلايا من البروتينات، ويحصل على الهرمونات والعناصر الضرورية لاستكمال العمليات الحيوية من الفيتامينات، والأملاح المعدنية.

المقصود بالإكثار هو ما زاد عن الحاجة أو من طغيان صنف على صنف آخر، فلا يعقل أن نأكل حلويات وخبزاً، وعصائر وفطائر، وفاكهة، فكل ذلك تحت بند النشويات والسكريات، فهذه الأشياء تزيد الوزن فتؤدي إلى السمنة، وفي نفس الوقت لا تعطي الاحتياج اليومي من باقي مكونات الطعام الصحي.

جسم الإنسان يحتاج إلى 2000 سعرة حرارية، تقسم على وجبات اليوم والليلة، فإذا زادت كمية الأكل عن الحاجة يخزن الباقي في صورة دهون في جسم الإنسان، وإذا نقصت الكمية عن الحد يستكمل الجسم من المخزون فيبدأ الجسم في خسارة الوزن، وإذا حدث توازن بين ما نفقده ونستهلكه استقر الوزن وأصبح ثابتاً.

أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح الفرق بين الإكثار والتقليل في نفس الوقت.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً