الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر وضيقة في النفس..

السؤال

السلام عليكم..

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

عمري 25 سنة، ولا أصلي منذ فترة كبيرة جدا، أنا الآن أعيش فترة توتر وقلق، وضيقة بنفسي وعدم توفيق من الله بسبب الصلاة، أريد أن أصلي ولكن لا أصلي، ودائما أفكر في الصلوات التي فاتتني كيف سأقضيها؟

وأخاف من الموت وأنا على هذا الحال، وأخاف كثيراً من يوم القيامة وعذاب القبر، أنا أعيش حالة من التوتر، ولكن عندما أقرر أن أبدأ في الصلاة لا أستطيع الصلاة، لا أدري ماذا يردني عن ذلك؟

مع العلم أني مقدم على الزواج في الفترة القادمة، وأريد حياة جديدة، وأريد أن أخاف الله في كل أموري.

أفيدوني وأريحوني أفادكم الله من علمه وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونعتقد أن هذا الشعور بالتقصير هو البداية الصحيحة، ولكن هذا يحتاج إلى برنامج عملي، فحاول أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك بالطاعة إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إذا ذكرت، واحرص دائما على التقرب لله بالطاعات، وانكسر بين يديه، واعلم أن الراحة هي بالانكسار بين يدي الله تعالى، والصلاة هي مبعث الطمأنينة، والطمأنينة لا يمكن أن توجد في الصيدليات، ولا عند الأطباء؛ لأن الطمأنينة مكانها واحد {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب}، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أرحنا بالصلاة يا بلال)، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا اشتد بهم الحال فزعوا إلى الصلاة، فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم.

لذلك فأقصر طريق لإزالة الهموم والأحزان: المواظبة على الصلاة، والإقبال على ذكر الله، وحسن التوجه إليه وحسن عبادته، فلا تحرم نفسك العلاج، فكيف يشفى المرض إذا حرمت نفسك العلاج.

وإذا كان هناك أسباب تحول بينك وبين المحافظة على الصلاة، كانشغالك أو نمط معين، أو رفقة سيئة، فأرجو التخلص من ذلك، وإذا لم تكن هناك أسباب وعوائق ظاهرة فاقرأ على نفسك الرقية الشرعية، أو أعرض نفسك على راق شرعي، ونذكر أن هناك نماذج مرت علينا على هذه الطريقة، وبالرقية الشرعية أزيل هذا الحاجز؛ لأن الشيطان يقعد في طريق من يريد الصلاة {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}، فهو لا يكون في طريق من يريد الربا والفواحش، ولكنه يقعد في طريق من يريد الصلاة والخشوع والسجود لله تبارك الله تعالى.

أرجو أن تجتهد في العودة للصلاة قبل أن تتزوج حتى تبدأ حياتك بداية صحيحة، وغدا سيكون لك أولاد وسيكونون على دربك، فاجتهد للمحافظة على الصلاة، ونذكرك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شدد في أمر الصلاة حتى قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)، وأخبر -صلى الله عليه وسلم-: أنه من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة -والمصيبة أنه قال بعد ذلك- وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.

ونسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يعيننا وإياك على شكره وذكره وحسن عبادته، ونسأله تعالى أن يوفقك للزوجة الصالحة التي تكون عونا لك على الصلاة والطاعة، ونسأل لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً