الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بثانية طلبا للولد ولكن زوجتي ترفض، أشيروا علينا.

السؤال

نحن زوجان، يبلغ الزوج من العمر 34 سنة، والزوجة 32 سنة، وعمر زواجنا 12 سنة، وعندنا ولد يبلغ من العمر 8 سنوات، جاء بعد 4 سنوات من زواجنا.

حملت الزوجة مرة أخرى، لكن الحمل حصل خارج الرحم، وتم استئصال الأنبوب الأيمن لها، التحاليل إيجابية للزوج والزوجة، ولا يوجد مانع معروف لتأخر الحمل حسب ما يقول الأطباء، هذا العام (في شهر شوال 1434هـ)، وكحل لتأخر الحمل اتجهنا لعمل تلقيح مجهري (أطفال أنابيب، عمل مرة واحدة لارتفاع تكلفته) لكن العملية لم تنجح.

بيننا محبة كبيرة، لكن حياتنا لا تخلو من المشكلات التي توجد في أي بيت، الزوج الآن يرغب في الزواج من امرأة ثانية طلبا للولد، وعندما أخبر الزوجة بذلك لم تقبل بهذا الأمر؛ لحبها الشديد لزوجها، وخوفها من تبعات هذا الزواج نفسيا واجتماعيا وأسريا على نفسها وعلى بيتها، ولأنها لا يوجد عندها مانع معروف طبياً يمنع من حملها.

كلما تحاورنا في هذا الموضوع زادت حدة النقاش وأصبحت مؤثرة على استقرار حياتنا، ولم نخرج بشيء، فتوصلنا إلى ضرورة مشاركة طرف خارجي في حل المشكلة، وقررنا صياغة سؤال يكتب بالاتفاق بيننا نستشير فيه أحد المختصين ونستنير برأيه في حل مشكلتنا، فنرجو أن يراعي الجواب ذلك، وأن يقدم المشورة المناسبة لكلا الطرفين.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بكما في الموقع، ونشكر لكما هذا الحرص، وهذا التفاهم، وهذا الثناء من كل طرف، ونسأل الله أن يديم بينكما مشاعر المحبة، وقد أسعدنا هذا التوافق والتواصل على كتابة استشارة واحدة، وهذا يدل على أن هناك تفاهما، وإذا وجد التفاهم بهذه الطريقة فإن كل الأمور ستجد طريقها إلى الحل.

نحن نتمنى في هذه المرحلة أن تجتهدا في تحري الأوقات المناسبة للتبويض -كما يقول الأطباء- الاجتهاد في التوجه إلى الله -تبارك وتعالى-، عمل الأسباب المادية المستطاعة في سبيل إنجاب طفل آخر؛ لأن الأمر بيد الله -تبارك وتعالى-، والإنسان لا ييأس من رحمة الرحيم، وطالما ليس هناك موانع طبية، فنحن نتمنى أن يكون مشروع الزواج -أو الفكرة الأخرى- تتأخر في هذا الوقت على الأقل، حتى تعطوا أنفسكم مزيدًا من المحاولات، ومزيدًا من البحث في العلاج، ومزيدًا من التوجه إلى الله -تبارك وتعالى- واهب الأبناء والبنات.

ونحب أن نؤكد أن الحياة الزوجية رباط وثيق جدًّا، ورباط فيه مشاعر، لذلك نحن نتمنى أن يكون لكل طرف تقدير لمشاعر الطرف الآخر، ولا نريد في هذه المسألة أن نحكم بشيء معين قبل أن نتعرف على تفاصيل نفسيات كل طرف، لذلك مثل الوفاق الذي بدأتم به، نتمنى أن يصلنا توضيحات تُبيّن لنا وجهة نظر الزوجة تفصيلاً، مخاوف الزوجية تفصيلاً، السلبيات التي يمكن أن تحصل، والزوج يكتب لنا عن زوجته، وعن وفائها وعن صفاتها وعن الدوافع التي تدفعه للزواج بغيرها، حتى نحكم في هذه الأمور، ودائمًا القرار الصحيح هو ما ننظر إليه في أبعاده وعواقبه، عواقب وجود زوجة ثانية، عواقب عدم التزوج، رأي الأسرة والأهل من الطرفين طبيعة المنطقة التي تعيشون فيها، يعني أشياء كثيرة جدًّا لها دخل بهذا القرار، ودائمًا القرار الصحيح هو القرار الذي ينظر إلى كافة الأبعاد.

نريد مزيدًا من التفاصيل عن الإيجابيات، وعن السلبيات، وعن التوقعات، عن رأي الأسرة هنا وهناك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا وإياكم على الخير، ونحب أن نقول: إذا كانت الأمور تمشي في الطريق الصحيح وبينكم وئام وبينكم تفاهم، فلا نرى في الوقت الحالي الاستعجال بمسألة المجيء بزوجة ثانية، طالما أن الوضع متوتر بهذه الطريقة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات