الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلة الكلام وضعف التركيز، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

السبب الرئيسي لمشكلتي النفسية هي عدم تدارك السلوك بشكل عام، فأنا شخص لا أحب أن أتكلم كثيرا، وهذا الشيء معطل علي أمورا في حياتي إلا في أوقات أرى نفسي أنني مرتاح وأبرمج نفسي على التركيز في كلام الشخص لكي أفهم الموضوع فأنا أفهم سريعا عندما أكون مركزا، ليس فقط بعقلي التركيز العقلي فقط لا يجعلني أرد بردات فعل تعجب الأشخاص فأنا شخص مقبول اجتماعيا، لكن عدم الكلام الكثير يجعلني لا أظهر أني اجتماعي متزن، وكلامي يسمعه الكل، فردي يكون جميلا.

اشتغلت في مركز اتصال خدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات، وكان دوما يظهر اسمي في أول 100 موظف حصل على امتياز من قسم الجودة، في استماع المكالمات، عدا أول شهر في هذه الوظيفة حصلت على أسوأ تقييم، وأصبح يضرب بي المثل في العمل 21 سنة، والوظيفة جميلة، لكن تتطلب شخصا اجتماعيا، لأن الاجتماعية أهم من أداء العمل، فقد تركت الوظيفة بعد أن زادت المشكلة، وجدت المشكلة أنها في صمتي، فهم لا يحبون الشخص الصامت، ومن بعدها بدأت أشعر بالوحدة، وكانت حياتي دائما متصلة مع الناس إلا عندما اعترفت لنفسي بهذه المشكلة بدأت أراجع شريط حياتي، رأيت أنه صحيح أني لم أكن وحيدا، ولم أشعر بالوحدة، وأنني ناسي لهذا الشيء.

بعدها بدأت أشعر بأنها فعلا مشكلة لكن من بعدها بدأت أرى الأمور بشكل آخر، أرى أنها أوضح، ففراستي أصبحت قوية جدا.

أنا لا أتكلم لكني أقيم اللذين يتحدثون إلى أن وصلت لقراءة لغة الجسد مع الإحساس به، ومن هذه الفراسة وفهم وإدراك المشاعر ينقصني التركيز المباشر مع كلام الشخص، لأنه إن لم يكن موضوعا يجذب انتباهي لا أرد عليه بردة فعل تعبر أني أتماشى معه، فأنا شخص لا أحب أن أضحك كثيرا جدا على أي شيء.

الآن أنا بعمر 24 سنة، استطعت أن أكتشف أصغر مشكلة لدي، ومشكلتي كلها حلها تعتمد على التركيز في الحاضر في كلام الشخص المتكلم، وليس في وسط حديثه، أبدأ أركز فتضيع المعلومة الأساسية التي تكلم عنها منذ البداية فأسأله عن أول سؤال!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي استنتجته من رسالتك أنك كنت شخصًا اجتماعيًا متواصلاً، لكن في الآونة الأخيرة أصبح تفاعلك مع الناس بدرجة أقل، وأصبح أيضًا كلامك وتواصلك اللفظي مع الناس ليس كما كان عليه سابقًا، وفي ذات الوقت أصبحت تركز على قراءة اللغة الجسدية للناس، ومحاولة معرفة مشاعرهم، كما أنه لديك مشكلة في التركيز.

أنا لا أراك مريضًا، الأعراض التي ذكرتها تشير إشارات مباشرة وغير مباشرة أنك ربما تعاني من خوف أو رهاب اجتماعي بسيط، مع شيء من الوسوسة، مما جعلك لا تستطيع التركيز بالصورة التي تراها.

أنا أفضل أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، هذا جيد وهذا أفضل، ليتم تقييم حالتك بصورة أحسن وأدق، وفي نهاية الأمر سوف يوجه لك الطبيب الإرشادات التي يراها معقولة، ومن جانبي أقول لك: يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك فمقدراتك موجودة، وهي قوية.

موضوع قراءتك لأحاسيس الناس ومشاعرهم: هذا أمر جيد، لكن يجب ألا تشغل نفسك به كثيرًا، يجب أن تستفيد من جميع حواسك الجسدية، (التعبير اللفظي، حسن الاستماع) هذا كله يساعد جدًّا في التواصل الاجتماعي، وحاول أن تختلط بالناس أكثر، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة، أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية، أن تزور أرحامك.

هذا النوع من التنشيط للأفعال الاجتماعية له قيمة علاجية كبيرة جدًّا، فأرجو أن تأخذ بهذا الذي ذكرته لك، وفي ذات الوقت حقيقةً أفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي ليصف لك أحد الأدوية التي يراها مناسبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً