الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت الدخان ولكني أوسوس وأخاف من الأمراض.. ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه.

معاناتي بدأت منذ حوالي الشهر تقريبا عندما أصابتني جرثومة المعدة -والحمد لله- على كل حال، ذهبت إلى طبيب الباطنية، وأعطاني 3 أدوية اثنتين منها مضاد، والآخر رابيزول، وأن أستمر على الرابيزول لمدة شهر، والحمد لله آلام المعدة خفت قليلا، لكن لدي الارتجاع مستمر، وأتعبني وأصبحت أوسوس كثيرا من أي ألم يصيبني، وكنت أخاف من أن لدي مرضا في القلب –لا قدر الله-.

وكنت أحس ببعض الآلام في منتصف صدري من الأعلى، وذهبت لدكتور باطنية، وعمل لي تحاليل، وقال لي: بأنك سليم، وقلت له أريد أن أطمئن أكثر على قلبي، فعمل لي تخطيط قلب، وكذلك أشعة للقلب، وتحليل للدم، وظهرت النتائج بأني سليم -ولله الحمد-.

وقبل يومين أحسست ببعض الألم أيضا في صدري من الأعلي كأنها غصة، وعندما أتحسس المنطقة أحس بحرارة فيها، وأيضا أحس بأن الأكل لا ينزل سريعا، وذهبت للباطنية، وأخبرني بأن ذلك يمكن أن يكون من الارتجاع، فيسبب لك الألم، وذهبنا كذلك لدكتور الصدرية، وعمل لي أشعة للصدر، وكذلك تخطيطا للقلب، وقال لي بأني سليم -ولله الحمد-.

لكن لي الآن أسبوعان، أفكر وأوسوس كثيرا من أي ألم أحس به، علما بأني تركت الدخان، ولي الآن ما يقارب الشهر تقريبا، والآن أصبحت أحس بتنميل خفيف في صدري، وكذلك في ظهري، وبعض الأحيان في الوجه، لكن بشكل خفيف جدا.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waleed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جرثومة المعدة H-Pylori تؤدي إلى التهاب في المعدة، وحموضة دائمة، والعلاج الذي تناولته علاج جيد يؤدي إلى القضاء على الجرثومة، ولا مانع من تكرار العلاج لضمان القضاء على الجرثومة تماما -إن شاء الله-، ولا مانع كما قال لك الطبيب من تناول حبوب الرابيزول لمدة شهر، أو أكثر على الريق صباحا؛ لأنها تقلل من إفرازات المعدة، وتحمي جدارها من التأثر بعصارة المعدة.

والارتجاع يؤدي إلى صعود حمض المعدة من المعدة إلى المريء إلى الحلق، وقد يؤدي ذلك إلى الشرغة والكحة أحيانا، وحبوب الرابيزول مفيدة جدا كما قلنا مع تجنب المقليات والزيوت ليلا، وتجنب الشبع والاكتفاء باللبن الروب والزبادي والموز الناضج في العشاء لحماية المعدة، وتقليل العصارة المعوية، وهذا العشاء في نفس الوقت يقلل من الشعور بالامتلاء والانتفاخ ليلا -إن شاء الله-.

وما تشعر به من أعراض في الصدر والغصة والحرارة بسبب الشرقة التي تحدث من حموضة المعدة التي تصعد من المريء إلى الحلق، وهناك طريقة طيبة للمساعدة في التخلص من ذلك الارتجاع عن طريق تغيير وضع السرير من وضع الاستقامة إلى المائل بدرجة 30 على الأفقي بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدم بحوالي 30 مع انسيابية السرير، والهدف ليس رفع الوسادة، ولكن رفعا متدرجا يمنع صعود الحمض من المعدة إلى المريء، وبالتالي سوف يساعدك كثيرا -إن شاء الله- في التخلص من تلك الأعراض مع الاستمرار على تناول الدواء الموصوف -والحمد لله- على اطمئنانك على القلب والشرايين.

مع العلم إن أمراض القلب والشرايين لا تأتي في مثل عمرك، فلا تقلق.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً