الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وسواس الضحك والسخرية من الآخرين؟

السؤال

أعاني من وسواس قهري قوي يلح علي، وهذا الوسواس هو الرغبة في السخرية من الآخرين، والرغبة في الضحك والسخرية من كلامهم، أو شكلهم، أو ذكائهم، أو أي عيب ألمحه فيهم.

كما أنني أعاني منذ 8 سنوات من وسواس قهري في النظام والترتيب، ولكن وسواس النظام والترتيب زال عني، كما أنني شخصية شكاكة، أربط أحداثا ليس لها علاقة ببعض، أربطها ببعض وأتخيل أن الناس تقصدني أنا بكلامها، في حين أنها لا تعنيني بهذا الكلام بتاتا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

العلاج لهذه الأفكار الوسواسية يكمن في تجاهلها وتحقيرها وعدم الاستجابة لها والعمل ضدها، فإذا شعرت بالرغبة في السخرية من الآخرين قاومها، وتذكر قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكُنَّ خيراً منهنَّ ولا تلمِزوا أنفُسَكم ولا تنابَزوا بالألقاب بِئس الاسمُ الفسوقُ بعد الإيمان ومن لم يتُب فأولئك هم الظالمون) [الحجرات:11].

فالعمل بالأشياء المضادة للفكرة يضعفها، وإليك بعض الإرشادات التي تساعدك في ذلك -إن شاء الله-:

1- مجرد شعورك بنوبة الضحك استعذ بالله من الشيطان الرجيم, وأكثر من الاستغفار في كل وقت.

2- تذكر عظمة الخالق، وأنه مطلع عليك وعلى أحوالك، ألا تستحي منه؟

3- تذكر الموت والقبر وأهوال يوم القيامة.

4- تذكر أنك مراقب من قبل ملائكة كرام، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.

5- تذكر أن الضحك على أفعال الآخرين سينقص من حسناتك، وقد يجلب لك سيئاتهم.

6- تذكر أن هذا السلوك ينقص من شخصيتك وهيبتك، ويجعلك صغيراً وحقيراً في عيون الآخرين.

7- أحسن الظن دائما في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

8- ممارسة تمارين الاسترخاء في حالة الضيق أو التوتر الشديد الناتج عن الأفكار الوسواسية، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

9- للمحافظة على العلاقة مع الآخرين ركز على هذه النقاط التالية:

أ- المعرفة، أي تقصي الحقائق، وجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.

ب- النظرة الشمولية للمواقف.

ج- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

د- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً