الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعد عملية حزام المعدة علاجا مناسبا للسمنة؟ وما آثارها الجانبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا الموقع المتميز، أسأل الله أن يرزقكم ثوابه وينفع بكم الأمة.

أنا سيدة متزوجة منذ 7 سنوات، عمري 33 سنة، أعاني من تكيس المبايض ولدي سمنة موزعة بطريقة غير متوازنة في جسمي، حيث أعاني من سمنة واضحة في الجزء العلوي من جسمي مقارنة بالجزء السفلي مع أنه سمين أيضا، لم تنفع معي الحميات، حيث أن وزني ينقص بوتيرة بطيئة جدا، وحتى عندما ينزل قليلا لا أستطيع الاستمرار في الحمية، فيعود جسمي أسوأ من قبل وأعوض ما فقدته وأكثر، كما أني لا أستطيع ممارسة الرياضة لأسباب تتعلق بعمودي الفقري، لذا أفكر كثيرا في حل ربط المعدة، وأود أن أعرف أكثر عن هذه العملية، وهل تصلح لحالتي؟ علما أن طولي 1,57 سم، ووزني 81 كلغ.

خاصة وأني أصبحت لدي مخاوف كثيرة من الإصابة بالسكري بسبب السمنة، خاصة وأن التكيس يرفع نسبة الاستعداد له، وكذلك ضغط الدم، أصبحت دائما في قلق شديد من مظهري، حيث سببت لي هذه السمنة كآبة شديدة وحالة نفسية سيئة جدا، فهل لهذه العملية ـحزام المعدةـ آثار جانبية سيئة؟ وهل أتوكل على الله وأقوم بالعملية؟

أرجوكم أنيروني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نصيحتي لك -يا أختي- في البداية قبل التفكير في ربط المعدة محاولة تخفيف الوزن بالطريقة المسماة بتغيير نمط الحياة، وهي أن تغيري طبيعة العادات الغذائية والحميات على أن تكون بشكل دائم، وليس مجرد حمية مؤقتة، وذلك باتباع نظام غذائي يناسبك ويناسب طبيعة حياتك، واعتماد هذا النظام دائما دون اللجوء لحمية قاسية ثم التوقف عنها، مما يسبب عودة الوزن إلى ما كان عليه سابقا، والأفضل أن يكون هذا النظام الغذائي متوازنا، ويعتمد على التنوع في مصادر الغذاء وتخفيف الوجبات، وينصح في هذا النظام بما يلي:

أولا: مجموعة الحبوب والنشويات: تكون هي الحصة الأكبر من الحمية، وخاصة الحبوب الكاملة كالقمح الكامل والرز الأسمر، والشوفان والبرغل؛ لأن هذه الأطعمة غنية بالألياف المفيدة للجسم وللهضم، كما أنها غنية بفيتامين ب.

ثانيا: مجموعة الخضار والفواكه: وهذه المجموعة غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وتكون كمية هذه الأطعمة أقل من المجموعة الأولى.

ثالثا: مجموعة الحليب ومشتقاته: بمقدار كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا، وهذه المجموعة غنية بالكالسيوم وفيتامين د، وأيضا البروتين وفيتامين ب 12.

رابعا: مجموعة اللحوم والبقوليات مثل: الدجاج واللحم والسمك، والعدس والحمص، وهذه غنية بالبروتين والمعادن والفوسفور وفيتامين (ب 6- ب 12)، والكمية من هذه المجموعة أقل من التي قبلها.

خامسا: مجموعة الزيوت والدهون والحلويات، وهذه تكون أقل ما يمكن، والتخفيف منها قدر المستطاع، فالإنسان يوازن في هذه الحمية حاجات جسمه، ويجعل هذا النظام الغذائي هو نظامه الصحي الدائم.

وبذلك تكون الحمية متوازنة وصحية -بإذن الله- وطيلة الحياة، مع التأكيد على ممارسة الرياضة ولو بشكل خفيف يوميا، وبهذه الطريقة -بإذن الله- ينتظم الوزن ويكون النظام الغذائي صحيا -بإذن الله-.

أما بالنسبة لربط المعدة فهذه لمحة موجزة عنها: تعدّ عمليّة ربط المعدة من إحدى الجراحات الشائعة لخسارة الوزن ومحاربة السمنة، وتتم العملية بوضع حزام مخصّص حول الجزء العلوي من المعدة، مما يؤدي لأن يبقى ممرّ صغيرّ لمرور الطعام ببطء نحو القسم السفلي، وبالتالي يقلّل بنسبة كبيرة كميّة الطعام التي يستطيع المريض تناولها.

ولا تعتبر عمليّة ربط المعدة الطريقة الأمثل لخسارة الوزن، وإنما يلجأ إليها بعد فشل طرق التنحيف الأخرى، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضيّة المكثّفة، وليس للعملية مخاطر على المدى البعيد، والعملية هي عبارة عن حزام يوضع حول الجزء العلوي للمعدة، وليست إزالة لجزء من المعدة، يمكن إزالة الحزام ولكن يكون ذلك حسب حالة المريض الصحية وحسب الوضع الجراحي للعملية والتي يقدرها الطبيب الجراح، والتسريب أو النزيف يبقى فترة قصيرة ثم يتوقف -بإذن الله- ولا مانع من ممارسة الرياضة بعد العمل الجراحي بأشهر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً