الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بنت أخي تعاني من وسواس وإحساس بالبلل الدائم، ساعدونا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنت أخي عمرها 13 عامًا، تعاني منذ 6 أشهر من وسواس قهري متعلق بالنظافة وإحساس دائم بأنها مبتلة وغير نظيفة برغم أن ملابسها نظيفة تمامًا، والحمام نظيف تمامًا، وتمتنع عن التبرز لأيام، وعن التبول ليوم كامل، وأصبحت تمتنع عن الأكل والشرب حتى لا تضطر لدخول الحمام أصلا مما أصابها بهزال شديد، وفشلت كل محاولات إقناعها بضرورة تغيير سلوكها عرضت على طبيب نفسي أعطاها حبوبًا تحسنت الحالة قليلاً، لكنها عادت من جديد وبصورة أقوى.

نرجو الإفادة عن طريقة علاجها دوائيًا وسلوكيًا، وقد سمعنا عن حقن ثمنها حوالي 750 جنيه مصري، نرجو الإفادة، هل هي علاج ناجح أو لا، فحالة الأبوين سيئة جدًا بسبب معاناة الابنة؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوساوس القهرية في مثل عمر هذه الفتاة موجودة، وسن اليفاعة هي من الأوقات التي يكون فيها شيء من الضعف النفسي والهشاشة النفسية، وربما تظهر هذه الوساوس.

الوسواس -أيها الفاضل الكريم- يُعالج في حالة هذه الفتاة على وجه الخصوص من خلال أن نطمئنها، أن يتحدث معها أحد العارفين أن هذه مجرد وساوس، ويجب أن تحقريها، ويجب ألا تتبعيها، وفي ذات الوقت لا بد أن نرفع من درجة وعيها وثقافتها ومعرفتها حول انتقال الجراثيم، وأن الجراثيم لا تنتقل بهذه السهولة، يجب أن نسمعها حول خطورة الإمساك، ومدى تأثره على الجهاز الهضمي، لا بد أن يكون هنالك نوع من الوعي والإدراك بالنسبة لها، هذا مهم جدًّا، وفي ذات الوقت يكون هنالك شخص داخل المنزل يعمل كمعالج مساعد لها، وذلك بأن يأمرها ويساندها ويقف معها حتى تدخل الحمام، وهذا يجب أن يتم مرتين في اليوم على الأقل، ويجب أن تعرف هذه الفتاة أن هذا وقت علاج، لا مجال للتهرب منه أبدًا.

أعتقد أن هذا المنهج سوف ينجح إذا طُبق بالتزام، الفتاة سوف تتردد، سوف تتخوف في بداية الأمر، ثم بعد ذلك في خلال أسبوعين، أو خلال ثلاثة أسابيع سوف يكون وضعها طبيعي جدًا -إن شاء الله تعالى-.

العلاج الآخر: هو أن نطور شخصيتها، مثلاً داخل البيت تُعطى بعض المهام، تكون قريبة من والدتها، تدخل المطبخ مع والدتها، ترتب غرفتها وخزانة ملابسها، تساعد في الأنشطة المنزلية، هذا يساعد هذه الطفلة اليافعة لتبني شخصيتها، وهذا يصرف انتباهها عن الوساوس، هذا مجرد ومعروف.

النقطة الثالثة: على نطاق المدرسة يجب أن تتحدث والدتها مع معلمتها، المعلمات مصدر ثقة كبيرة بالنسبة للطالبات، حين تعرف معلمتها بمشكلتها سوف تساندها، سوف تشرح لها، وسوف تشجعها على الذهاب لحمام المدرسة، وهذا مهم جدًا؛ لأن التعرض لمثل هذه الأوضاع -أي الحمامات المشتركة- هو من أكبر وأفضل وسائل علاج الوساوس القهرية الطقوسية من هذا النوع.

الأمر الآخر هو العلاج الدوائي، واصلوا مع طبيبها النفسي، هنالك أدوية مضادة للوساوس، أفضلها عقار بروزاك، أو فافرين في مثل سن هذه الفتاة.

بالنسبة لموضوع الإبرة: لا توجد إبرة تعالج الوساوس القهرية، تحدثت عن إبرة تعرف باسم (رزبريادال كونستا)، نعم هي غالية، ولكن هذه تستعمل لأمراض الفصام، وليس لأمراض الوساوس.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً