الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حوار مؤلم دمّر حياتي! هل من سبيلٍ لنسيانه؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أنني مررت بحوار مؤلم جدًّا دمّر حياتي، ولا زال يؤلمني حتى الآن، ولا أستطيع نسيانه أبدًا، أرجو من حضراتكم أن تصفوا لي أي دواء يساعد على نسيان الأحداث الحزينة، مثل: (بيتا بلوكرز) أو (ميتيرابون)، حتى يساعد على نسيان جميع الأحداث.

والله، لقد تدمرتْ حياتي، وكثيرًا ما كان يلاحقني وسواس الانتحار، ولكن نظرًا لإيماني بالله، فقد كنت أتغلب على ذلك الوسواس، وللعلم فقد ذهبت كثيرًا إلى أطباء نفسيين، ولكن دون أدنى جدوى، فأنا لا أحتاج لمضادات اكتئاب أو غيرها، ولكن -كما ذكرت- أحتاج لنسيان تلك الأحداث.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هنالك دواء يؤدي للنسيان، والإنسان حين يواجه مشكلة يجب أن يسعى لحلِّها أو تجاهلها بقدر المستطاع، والتجاهل يختلف تمامًا عن النسيان أو تأجيلها، وألا يعطل الإنسان حياته مهما كان هذا الحدث ضخمًا.

هذه هي الطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع المشاكل والصعوبات المؤلمة، وعليك -أيها الفاضل الكريم– أن تستعين بالله -تعالى-، أن تسأل الله -تعالى- الثبات، أن تسأل الله -تعالى- أن يصرف عنك السوء، وأن يسهّل أمرك، وأن يعينك، واسألْه تعالى الستر، هذا هو المنهج الصحيح.

التجارب والأحداث الحياتية، حتى وإن كانت قاسية ومؤلمة، يمكن أن يُستفاد منها، يمكن أن تكون سببًا لاكتساب مهارات جديدة، والإنسان حين يُواجَه بمشكلة أو بظرف معين، يجب أن يكون ذا مصداقية مع نفسه، يتدارس أخطاءه، يتدارس الأشياء التي كان من الواجب أن يتلافاها، يكون صريحًا جدًّا مع نفسه، ويُجري حوارًا مع نفسه، ولا يتجنب؛ لأن إجراء الحوار حول الأحداث وحول المشاكل –وأقصد بذلك الحوار مع النفس– مفيد للإنسان؛ لأنه يؤدي إلى نوعٍ من التفريغ النفسي، التفريغ النفسي هو الذي يفتح محابس النفس الآمنة ليجعلك تكون أكثر أمانًا واستقرارًا.

أيها الفاضل الكريم، مهما كان حجم هذه المشكلة، يجب ألا تعطل حياتك، والانتحار هو تفكير بغيض، دفْعٌ من الشيطان للإنسان ليهلك نفسه، وأعوذ بالله من ذلك، فتذكّر –أخي الفاضل– أن رحمة الله واسعة، وأن الأمر لا يستحق كل ما تفكر فيه.

بالنسبة لذهابك لأطباء كُثر: التزم بطبيب واحد؛ لأن في ذلك فرصة لك وللطبيب لتفهم حالتك بصورة أفضل، وإن كنت محتاجًا أو رأى الطبيب أنه من الضروري أن تكون هنالك جلسات نفسية تدعيمية أو جلسات نفسية سلوكية معرفية، فهذه أصبحت الآن متاحة.

إن كان هناك حاجة للأدوية، أنا أعتقد أن دواء واحدًا من محسنات المزاج، ربما يساعدك.

هذا هو الذي تحتاجه، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب منتصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي العزيز في نظري ان الحل واضح وسهل بالنسبة لمن له رغبة في دالك
    1 ادا كان الكلام الدي تلقيته حقا صحيح و اتر فيك فيجب محاولة اقناع داتك بان تقول مع نفسك كل ماسمعته فهو خاطئ ومجرد كلام من الماضي
    2 الابتعاد عن كل الاشياء التي تدكرك بهدا الموضوع سواء اشخاص او دكريات...ان امكن
    3 خد يا اخي الغالي لنفسك سفر الى احدالاماكن التي تحبها وبالخصوص التي عندك معها دكريات عاطفية فهي انشاء لله وبعونه ستكون سببا في نسيان دالك يااخي الغالي.
    واسال لله لك العافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً