الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يفعل المعاصي ونهيته ولم يستجب فهل أهجره وأخاصمه؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن لي أخاً لطالما أدخل معه في شجارات حادة، وتكون نتيجة لفمه وأفعاله الفاسدة، وتكون بسبب مشاهدة الأفلام أو الموسيقى، أنهاه عنها وأقول له: إنها حرام، ولكنه ينصت لها وبصوت مرتفع عناداً معي؛ فأشاجره.

بعد تجريب عدة حلول منها: النهي عن المنكر، وإخبار أحد الوالدين؛ فيقولان: أخوك عقله صغير. رغم أنه يبلغ 17 عاماً، وفي الأخير أضطر إلى استعمال القوة؛ فيرد علي بالضرب؛ فيتدخل أحد الوالدين إلى جانبه،
وأصبح معه في قطع الكلام والخصام، وأنا أنصحه بالصلاة والأعمال الصالحة ولكن طبيعته خبيثة، مع العلم أن الخصام يكون هو الحل السلمي الوحيد، وأعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخصام.

ما الحل؟ هل أستمر في الخصام رغم أنه لا زال على تلك الأعمال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في موقعك، ونشكر لك الاغتمام لأمر أخيك، والاهتمام بالتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وصلاح الأحوال.

لا شك أن الخصام والهجر فوق الثلاث مرفوض؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وهجر العصاة -أيضًا- له ضوابط، وهي غير متوفرة في الحالة المذكورة؛ لأن الخصام لا يزيد الأمور إلا سوءاً كما أن دور الوالدين السلبي يتطلب منك تغيير خطة التعامل، والعودة إلى التصافي والاحتمال لبعض التصرفات في سبيل ربطه بالله، وإمكانية الاستمرار في النصح له، ونفضل أن يكون ذلك بأسلوب هادئ، وبعيدا عن الوالدين اللذين ننصحك بالقرب منهم؛ لكسبهم وإشراكهم معك وليس ضدك.

نتمنى أن تتفهموا طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها، وهي مرحلة ينفع فيها القرب والتقبل، والصداقة، والحوار، والإقناع، والدعاء، وإعطاء المسؤوليات، وحفظ المكانة، وإظهار الحفاوة، وإشعاره بحاجة المنزل إليه.

أرجو أن تعلم أن فعله لبعض المنكرات في الداخل مع وجود النصح أفضل بكثير من الارتماء في أحضان أصدقاء السوء، وفعل منكرات كبيرة وخطيرة. ومن هنا فنحن ننصح بالصلح والتهدئة؛ لأن الربح من ورائها سيكون أكبر، ونسعد بالاستمرار في التشاور مع ضرورة أن تصلنا تفاصيل ردود الأفعال بعد المصالحة، وضرورة أن يكون هناك تذكير بالإيمان والصلاة؛ حتى يحصل التغيير الفعلي من الداخل.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والتوقف الفوري عن الخصام، ومن المفيد الإحسان إليه، وإشعاره بالاهتمام، ونسأل الله أن يهديه ويصلح أحواله.

بدورنا نشارككم في الدعاء له بالهداية والخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا hamza

    شكرا لك اخي و أدعو له بالهداية لكي لا نتخفى بأرباع الأسباب فلا يوجود شيىء إسمه مرحل و لكن يوجد شيء إسمه "التفكر" فهذا ما يجب زرعه في الأمة المسلمة و هذا ما لا نجده الأن فلطالما أحاول ان أعلمه اياه . و ندعو الله ان يهديه الصراط المستقيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً